معلومات عن وكالة رويترز

عندما نتفحص الأخبار بشكل يومي، سواءً من خلال تصفح الصحف أو مشاهدة القنوات التلفزيونية الإخبارية أو متابعة المواقع الإلكترونية الإخبارية، نلاحظ أن نسبة كبيرة من هذه الأخبار وخاصةً التي تغطي الأحداث الدولية وتطوراتها حول العالم، تُنسب بشكل مباشر أو غير مباشر إلى وكالة رويترز العالمية للأنباء.

يعود هذا الأمر إلى حقيقة أن غالبية هذه الصحف والقنوات والمواقع الإخبارية لا تمتلك القدرة على توفير عدد كافٍ من المراسلين والصحفيين المتواجدين في مختلف دول العالم لتغطية الأحداث بشكل مباشر ومن مصادرها الأصلية.

ونتيجةً لذلك، تجد هذه المؤسسات الإعلامية نفسها مضطرةً للاعتماد على مصادر خارجية للحصول على الأخبار والمعلومات، وهنا تحديدًا يبرز الدور المحوري الذي تلعبه وكالة رويترز، التي تتميز بامتلاكها شبكة واسعة وشاملة من المراسلين والصحفيين والمصورين المحترفين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، مما يمنحها القدرة على تغطية الأحداث الإخبارية من مواقعها بشكل فوري ودقيق، وبالتالي تصبح مصدرًا رئيسيًا للأخبار والمعلومات للعديد من وسائل الإعلام حول العالم.

تُعتبر وكالة رويترز، التي تُشكّل جزءًا من مؤسسة طومسون رويترز، أكبر وكالة أنباء عالمية، حيث بدأت مسيرتها في الأساس مُركّزةً على تغطية الأخبار الاقتصادية وأسواق البورصة والأوراق المالية، ثم توسّعت نطاق تغطيتها بشكلٍ شاملٍ لتشمل جميع الأحداث والتطورات التي يشهدها العالم، وذلك من خلال شبكة واسعة من المراسلين الذين يُغطّون الأحداث عبر نصوصٍ وصور فوتوغرافية ومقاطع فيديو، تُقدّم هذه المواد الإعلامية بموجب اشتراكاتٍ مدفوعةٍ للصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية الإخبارية حول العالم.

تأسّست رويترز منذ ما يزيد عن 167 عامًا، وتضمّ حاليًا فريق عملٍ يتجاوز 2400 موظفٍ مُوزّعين في حوالي 150 دولةً حول العالم، يتميّز هؤلاء الموظفون بالتزامهم بمعايير الثقة والنزاهة والحيادية في تغطية جميع الأحداث الجارية في مختلف البلدان، حيث تسعى الوكالة جاهدةً إلى تقديم تقاريرها بصورةٍ واقعيةٍ وموضوعيةٍ تمامًا، دون أي تحيّزٍ لأي طرفٍ من الأطراف، مع الحرص على تحديد مصادر معلوماتها بدقةٍ ووضوحٍ.

كما أنها تتجنّب استخدام الكلمات التي قد تُؤثّر على الرأي العام أو تُثير الاستعطاف حول موضوعٍ مُعيّنٍ، ممّا يجعل من الصعب تحديد أي ميولٍ سياسيةٍ واضحةٍ لها، وعلى الرغم من تعرّضها لبعض الانتقادات أحيانًا بسبب بعض الأخطاء التي قد تحدث، إلا أنها تسعى بشكلٍ عامٍ إلى تقديم رؤيةٍ دوليةٍ شاملةٍ حول الشؤون الراهنة والقضايا المالية والاقتصادية، وذلك في خدمة المجتمع العالمي.

تُركّز رويترز بشكلٍ خاصٍ على تغطية الأخبار الرئيسية التي تحظى باهتمامٍ واسعٍ خارج حدود الدولة التي وقع فيها الحدث، حيث تُغطّي الوكالة جميع الأخبار السياسية والاقتصادية الهامة من جميع الدول التي تتواجد فيها مكاتبها ومراسلوها، كما أنها تُغطّي بعض الأحداث الهامة في مناطق أخرى قد لا يُسمح لها بالعمل فيها بشكلٍ مُباشرٍ، مثل العراق وأنغولا على سبيل المثال.

بالإضافة إلى تغطية الأحداث الرياضية الكبرى والبطولات الدولية في مختلف الرياضات ككرة القدم والتنس والجولف، وبالتأكيد تُغطّي الوكالة كل ما هو جديدٌ في جميع المجالات، بالإضافة إلى الأحداث الطارئة والكوارث الطبيعية والحوادث المرورية الكبرى وحوادث القطارات وغيرها من الأحداث الهامة التي يشهدها العالم.

تعمل وكالة رويترز، كإحدى كبريات وكالات الأنباء العالمية، وفق آلية دقيقة ومنظمة لجمع الأخبار ونشرها، حيث تعتمد على شبكة واسعة من المكاتب المنتشرة في مختلف أنحاء العالم. يضطلع كل مكتب من هذه المكاتب بمسؤولية رصد وتغطية الأحداث اليومية المتنوعة التي تقع ضمن نطاق تغطيته الجغرافية.

يشمل ذلك طيفًا واسعًا من الأخبار، بدءًا من الخطابات والتصريحات الصادرة عن المسؤولين السياسيين في مختلف المستويات، مرورًا بالأخبار والبيانات الاقتصادية الهامة مثل أرقام التضخم ومعدلات النمو، وصولًا إلى تغطية الاجتماعات السنوية العامة التي تعقدها الشركات التجارية الكبرى، بالإضافة إلى الأحداث الطارئة والكوارث الطبيعية أو غير الطبيعية التي قد تقع في أي مكان في العالم.

بعد جمع هذه الأخبار والمعلومات، تخضع لعملية تدقيق وتحقق شاملة للتأكد من صحتها ومصداقيتها، كما يتم التحقق من عدم وجود أي تعارض أو تناقض بين الخبر الجديد وأي أخبار سابقة نشرتها الوكالة. وفي الحالات التي يتعلق فيها الخبر بكارثة أو حدث طارئ، تعتمد رويترز في عملية التحقق بشكل كبير على مصادر متعددة، تشمل وسائل الإعلام المحلية الموجودة في مكان الحدث، بالإضافة إلى جمع إفادات شهود العيان الذين عايشوا الحدث بشكل مباشر.

أما في حالة الأخبار التي تتضمن تصريحات سياسية لمسؤولين، فيحرص صحفيو رويترز على التواصل المباشر مع المسؤول المعني أو أحد وكلائه للتأكد من صحة التصريح ونسبته إليه بشكل قاطع قبل نشره. وبعد التأكد من صحة الخبر، يتم نشره كما ورد دون أي تدخل أو تحرير أو إضافة أي آراء شخصية أو تعليقات من قبل الوكالة، كما يتم نشر الصور ومقاطع الفيديو المرافقة للخبر دون اقتصاص أي جزء منها.

وتجدر الإشارة إلى أن رويترز لا تلتزم بموعد نهائي محدد لنشر الأخبار والصور، بل تعمل على تحرير الخبر ونشره بأسرع وقت ممكن بعد وقوع الحدث والتأكد من صحته، وذلك بهدف توفير أحدث الأخبار والمعلومات لجمهورها في جميع أنحاء العالم بأسرع وقت ممكن.

تأسست وكالة رويترز على يد الألماني بول يوليوس رويتر (Paul Julius Freiherr von Reuter) بعد ثورة عام 1848 (ثورات الربيع الأوروبي)، عندما هرب رويتر من ألمانيا إلى فرنسا (باريس)، وعمل في وكالة أنباء شارل لويس هافاس (Charles-Louis Havas) وكالة المستقبل الفرنسية.

عاد رويتر إلى ألمانيا في عام 1850، ليقيم في مدينة أخن، وقد لاحظ خلال إقامته هناك أنه من خلال استخدام جهاز التلغراف الكهربائي الذي يعمل على إرسال البرقيات والنصوص عبر الأسلاك الكهربائية بعد ترميزها على شكل نبضاتٍ كهربائيةٍ، ثم طباعتها مجددًا عند استقبالها، لم يعد يحتاج للسفر لأيامٍ أو أسابيعَ لإيصال الخبر، فشرع باستخدام التلغراف الواصل بين مدينتي برلين وآخن لإيصال الأخبار إلى مدينة برلين.

انتقل رويتر في عام 1851 إلى مدينة لندن، وبدأ باستخدام التلغراف البحري بين مدينتي دوفر وكاليه بعد أن فشل في ذلك خلال عامي 1847 و1850، ليبرم عقدًا مع بورصة لندن من أجل نقل أسعار أسهمها إلى البورصات الأخرى، وبالعكس نقل أسعار الأسهم في البورصات الأخرى إلى لندن.

أعاد مؤسس وكالة رويترز تنظيم شركته في عام 1865، لتصبح شركة محدودة المسؤولية تحت مسمى Reuter’s Telegram Company، والتي ذاع صيتها في كل أوروبا بسبب قدرتها على نقل الأخبار الدولية الخارجية بسرعةٍ، فهي أول من أعلن خبر اغتيال أبراهام لينكولن. نمت الوكالة في أواخر القرن التاسع عشر وتوسعت مكاتبها في الشرق الأقصى وأمريكا الجنوبية، كما تمكنت من إرسال الرسائل إلكترونيًّا إلى لندن، بالإضافة إلى استخدامها الإذاعة لنشر الأخبار في عام 1920.

ضغطت الحكومة البريطانية على الوكالة خلال الحربَين العالمية الأولى والثانية لمساعدة البريطانيين والانحياز لهم، الأمر الذي تطلب إعادة هيكلة الوكالة لتصبح أكثر خصوصيةً ولتحافظ على حيادتها.

تطورت وكالة رويترز بشكلٍ كبيرٍ في ستينيات القرن الماضي لتصبح أول وكالات أنباء تستخدم أجهزة الكمبيوتر لنقل المعلومات المالية على الصعيد الدولي من خلال The Stockmaster، كما وفرت عدة شاشات كمبيوتر (Reuter Monitor) لعرض أسعار صرف العملات الأجنبية في عام 1973، وأتاحت للعملاء في عام 1981 القدرة على إجراء المعاملات الإلكترونية عبر شبكتها، وتابعت تطوير العديد من خدمات التداول والوساطة الإلكترونية.

دخلت وكالة رويترز بورصة لندن وبورصة ناسداك في عام 1984، لتصبح شركة مدرجة فيهما، ثم انسحبت من ذلك في عام 2009 لتنضم إلى بورصة كل من تورونتو ونيويورك. اندمجت الوكالة مع الناشر الإلكتروني الكندي طومسون كوربوريشن لتتحول إلى طومسون رويترز، وتغدو المصدر الرئيسي للمعلومات المالية والسياسية والتاريخية للشركات والحكومات والأفراد في جميع أنحاء العالم.


اكتشاف المزيد من عالم المعلومات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيك بهذه المقالة؟ كن أول من يعلق

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا. تساعدنا هذه الملفات على تذكر إعداداتك وتقديم محتوى مخصص لك. يمكنك التحكم في ملفات تعريف الارتباط من خلال إعدادات المتصفح. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية لدينا.
قبول
سياسة الخصوصية