تعدّ رابطة الصداقة الحقيقيّة من أوثق الروابط والصلات الإنسانيّة التي من خلالها تَشيع المودّة والألفة بين شخصين، وما يميز رابطة الصداقة أنّ العلاقة التي تربط بين من تجمعهم هذه الصلة الإنسانية لا تتأتَّى من وجود رابطة النسب أو الدم أو المصاهرة.
وتتشكّل الصداقات من خلال المواقف والتعاملات اليومية بين الناس في ظل ما تفرضه البيئة الاجتماعية أو التعليمية التي يعيش فيها الإنسان، ومن أهمّ المصادر التي تتشكل فيها علاقة الصداقة البيئة المدرسية والبيئة المهنية والبيئة الجامعية، وقد قيلت مقولات عن الصداقة بيَّنَتْ ماهيَّة الصداقة والفرق بين الصداقات الحقيقية والمزيفة، وفي هذا المقال سيتم تناول مقولات عن الصداقة.
مقولات عن الصداقة
- “اختر صديقك فإنه يكتب معك حاضرك ومستقبلك” سلمان العودة.
- “واعلم أنّ أرفع منازل الصداقة منزلتان: الصبر على الصديق حين يغلبه طبعه فيسيء إليك، ثمّ صبرك على هذا الصبر حين تغالبُ طبعكَ لكيلا تسيء إليه.. وأنتَ لا تصادق من الملائكة؛ فاعرف للطّبيعة الإنسانيّة مكانها فإنّها مبنيّةٌ على ما تكرَه، كما هي مبنيّةٌ على ما تُحِب؛ فإن تجاوزتَ لها عن بعضِ ما لا ترضاه ضاعفَت لكَ ما ترضاهُ فوق زيادتِها بنقصِها، وسَلِمَ رأسُ مالِكَ الذي تُعامِلُ الصّديق عليه” مصطفى صادق الرافعي.
- “الصديق هو الذي إذا حضرَ رأيتَ كيفَ تظهرُ لكَ نفسكَ لتتأمّل فيها، وإذا غاب أحسست أنّ جزءًا منكَ ليس فيك؛ فسائركَ يحنّ إليه.. فإذا أصبح من ماضيك بعد أن كان من حاضرك، وإذا تحول عنك ليصلك بغير المحدود كما وصلك بالمحدود، وإذا مات.. يومئذٍ لا تقول إنّه مات لك ميت، بل مات فيك ميت.. ذلك هو الصّديق” مصطفى صادق الرافعي.
- “إنّ أشقى الناس من لا يستطيع أن يجد إلى جنبه في سَورةِ الجَزَعِ نفسًا أُخرى تجزع له باطمئنان؛ ليطمئنّ في جزعه، وهي الصداقة بعينها، ولا يُلقّاها إلّا ذو حظٍّ عظيم” مصطفى صادق الرافعي.
- “معنى الصداقة ھو أنّني -تلقائیًّا- أراكَ جديرًا بأن ائتمنك على جزءٍ من كرامتي” أحمد خالد توفيق.
- “قصص الصداقة القوية، كقصص الحب العنيفة، كثيرًا ما تبدأ بالمواجهة والاستفزاز واختبار القوى” أحلام مستغانمي.
- “الصداقة.. إنّها الوجه الآخر غير البرّاق للحب، ولكنّه الوجه الذي لا يصدأ ابدًا” توفيق الحكيم.
- “الصداق دائمًا أقوى من الحب؛ ولهذا شوارع الصداقة متقاطعة ومتعانقة، أمّا شوارع الحب فحيثما تتقاطع هناك شارات اتجاه ممنوع” فضيلة الفاروق.
- “الصداقة مسؤولية لذيذةٌ أبدًا.. وليست الصداقة فرصة للنفعيين” جبران خليل جبران.
- “الصداقة مثل الحب، وجوهر الصداقة يقوم على الصراحة والعاطفة والصدق.. من المريح أن ترى وجه صديقك أو تسمع صوته بالهاتف وتتحدث معه حول أمورٍ مؤلمةٍ وملحّة، وتسمعه يعترف بما يخشى التفكير به.. إن للصداقة لمسة من الحسيّة؛ فشكل الصّديق ووجهه وعيناه وشفتاه وصوته وحركاته ونبرة صوته: كلّ هذا محفورٌ فى ذهنكَ.. مفتاحٌ سرّيٌّ يمنحكَ الثقة لأن تبوح بنفسك فى صداقة حقيقية” إنغمار برغمان.
- “ليس هناك أسوأ من الوصاية باسم الصداقة” تشيخوف.
- “إنني أؤمن أنّ الصداقة تُعطي الحياة معنى أعمق” غازي القصيبي.
- “الصداقة الحقيقية لابد أن تتضمّن قدرًا من الإعجاب المتبادل بين الصديقين، كلّ منهما بشخصيّة الآخر وقدراته؛ فإذا خلَت منه فإنّها لا تكون أبدًا صداقة حقيقية أو عميقة” عبد الوهاب مطاوع.
- “الصداقة الكاملة هي التي تحتوي على قدْرٍ من هذه الخلافات الفاضلة الحافزة المنبهة المنشطة” مصطفى محمود.
شعر عن الصداقة
تطرَّق العديد من الشعراء للكتابة في موضوع الصداقة، وكانت الأبيات التي يكتبونها عن الصداقة تعكس تجربتهم مع أصدقائهم، ونظرتهم تجاه علاقة الصداقة، كما أكدت أبياتهم الشعرية على أهمية هذه الرابطة الإنسانية وتأثيرها في المجتمعات، وفيما يأتي شعر عن الصداقة منسوب إلى قائليه:
طرفة ابن العبد
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه … فكل قرين بالمقارن يقتدي.
أبو العلاء المعري
ذا صاحبْتَ في أيامِ بؤسٍ … فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ
ومن يُعْدِمْ أخوه على غناهُ … فما أدَّى الحقيقة في الإِخاءِ
ومن جعلَ السخاءَ لأقربيهِ … فليس بعارفٍ طرقَ السخاءِ.
النابغة الذبياني
واستبقِ ودِّك للصديقِ ولا تكنْ … قتباً يَعَضُّ بغاربٍ مِلْحاحا
فالرفقُ يمنٌ والآناةُ سعادةٌ … فتأنَّ في رِفْقٍ تنالُ نجاحا
واليأسُ مما فاتَ يعقبُ راحةً … ولرب مطعمةٍ تعودُ ذُباحا.
البحتري
إِذا ما صديقيْ رابني سوءُ فعلهِ … ولم يكُ عما رابني بمفيقِ
صبرتُ على أشياءَ منهُ تريبني … مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ
كم صديقٍ عرْفتُهُ بصديقٍ … صارَ أحظى من الصديقِ العتيقِ
ورفيقٍ رافقتُهُ في طريقٍ … صارَ بعد الطريقِ خيرَ رفيق.
منصور الكريزي
أغمضُ عيني عن صديقي كأنّني … لديه بما يأتي من القُبحِ جاهلُ
وما بي جهلٌ غيرَ أنّ خليقَتي … تطيقُ احتمالَ الكُرهِ فيما أحاولُ
محمود سامي البارودي
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ … بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ
إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ … أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ … وَلاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ
الشافعي
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً … فلا خيرَ في ودٍّ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ … ويلقاهُ من بعدِ المودَّةِ بالجفا
وَيُنْكِرُعَيْشًا قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ … وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا … صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
علي بن أبي طالب
وإِذا الصديقُ رأيتَهُ متملّقًا … فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنّبُ
لا خيرَ في امرئٍ متملّقٍ … حلوِ اللسانِ وقلبُهُ يَتَلهَّبُ
يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ … وإِذا تَوارى عنك فهو العَقْرَبُ
أبو العلاء المعرّي
فاهجرْ صديقَكَ إِن خِفْتَ الفسادَ به … إِن الهجاءَ لَمبوءٌ بتشبيبِ
والكفُّ تُقطعُ إِن خِيفَ الهلاكُ بها … على الذراعِ بتقديرٍ وتَسبيبِ
مسكين الدارمي
أصحبِ الأخيارَ وارغبْ فيهم … رُبَّ من صاحبَهُ مثلُ الجربْ