من هن الحور العين؟ وما مواصفاتهن؟

من هن الحور العين؟ وما مواصفاتهن؟ تُطلقُ لفظة الحوراء على المرأة التي تتمتع بعيونٍ شديدة البياض في بياضها و شديدة السواد في حدقتها، حيث يظهر تباين الألوان في الحدقة بشكلٍ واضحٍ وجميل، ويضفي هذا التباين على العينين بريقاً خاصاً يجذب الأنظار و يأسر القلوب، و يزيد جمال العينين جمالاً إذا كانت واسعة، فتجتمع بذلك أجمل صفات العيون في امرأة واحدة، و هذا الوصف ينطبق تماماً على الحور العين.

.الحور العين هنَّ نساء خالدات، خلقهنَّ الله عز وجل لعباده في الجنة، ويتميزن بجمال لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر من قبل، ويعدن من أعظم نعم الجنة التي أنعم بها الله على عباده.

حيث بلغن في الكمال والجمال والحسن الغاية والمنتهى، ويوصفن بأوصاف تحيّر العقول وتدفع المسلم للظفر بهن في جنان الخلد، فهنَّ رمز للجمال والنعيم الذي ينتظر المؤمنين في الآخرة، وقد خلقهنَّ الله تعالى مكافأةً لهم على طاعتهم وتقواهم في الدنيا، ليتمتعوا بصحبتهن والعيش معهن في سعادة أبدية لا تنتهي.

قد جاءت العديد من الآيات القرآنية التي تذكر الحور العين وتصفهن، ومن ذلك ما يلي:

  • قال تعالى: {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا} (الواقعة: 35- 37)

في سياق وصف نعيم أهل الجنة، تخبرنا هذه الآيات الكريمة أن الله تعالى قد أنشأ نساء الجنة إنشاءً بديعًا، وجعلهن أبكارًا، أي عذارى لم يسبق لهن زواج، متحببات إلى أزواجهن، وفي سنٍّ واحدة، مما يزيد من جمالهن وانسجامهم مع أزواجهن.

  • قال تعالى: {كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} (الدخان: 54).

في الآية 54 من سورة الدخان، يعد الله المؤمنين المتقين في الجنة بأنه سيزوجهم من الحور العين. هذا الوعد هو جزء من النعيم الذي أعده الله للمؤمنين في الآخرة، ويشير إلى أنهم سينعمون بصحبة زوجات جميلات في الجنة، يتزوجون بهنّ ويكنّ لهم قرينات.

  • قال تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} (الواقعة: 22-23).

في هذه الآية الكريمة، يصف الله تعالى الحور العين بأنهن “كأمثال اللؤلؤ المكنون”. واللؤلؤ المكنون هو اللؤلؤ الذي لم يره أحد من قبل، والذي يكون مخبأ في الصدفة. وهذا الوصف يدل على عدة أمور منها جمال الحور العين ونقائهن وعفتهن وكذا قيمة الحور العين، فاللؤلؤ من أثمن الأحجار الكريمة، فكذلك الحور العين هن من أعظم نعم الله على أهل الجنة.

  • قال تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} (الرحمن: 70).

في هذه الآية الكريمة، يصف الله تعالى نعيم الجنة وما فيها من خيرات. تشير الآية إلى وجود خيرات كثيرة ومتنوعة في الجنة، وهي تشمل كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين. أما كلمة “حسان”، فتعني جميلات، أي أن هذه الخيرات تتصف بالجمال الذي يسر الناظرين. وقد فسرها البعض بالحور العين، أي النساء الجميلات اللواتي أعدهن الله تعالى لعباده المتقين في الجنة.

  • قال تعالى: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} (الرحمن: 72).

في الآية الكريمة، يصف الله تعالى الحور العين في الجنة بأنهن “مقصورات في الخيام”. وكلمة “مقصورات” تعني أنهن حبيسات ومستورات في الخيام، فلا يخرجن منها ولا يراهن أحد إلا أزواجهن. وهذا الوصف يدل على شدة جمالهن وعزتهن، حيث إنهن لا يبتذلن أنفسهن لغير أزواجهن، بل هن مصونات ومكرمات في خيامهن. والآية الكريمة تبين أن الحور العين في الجنة يتمتعن بصفة الحياء والعفة، وهن مخصصات لأزواجهن فقط، وهذا يزيد من مكانتهن ورفعة شأنهن.

قد وردت في السنة النبوية أحاديث تصف الحور العين، منها:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُورَتُهُمْ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا، ولَا يَمْتَخِطُونَ، ولَا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ومَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ، ورَشْحُهُمُ المِسْكُ، ولِكُلِّ واحِدٍ منهمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِما مِن ورَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ، لا اخْتِلافَ بيْنَهُمْ ولَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ واحِدٌ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وعَشِيًّا» (رواه البخاري).  

يصف الحديث نعيم أهل الجنة، ويشير إلى أن أول مجموعة تدخل الجنة ستكون في صورة القمر ليلة البدر، أي في غاية الجمال والكمال. ويستمر الحديث ليذكر صفات أهل الجنة، فهم لا يبصقون ولا يتمخطون ولا يتغوطون، وهذه إشارة إلى طهارة ونقاء الجنة. آنيتهم من الذهب، وأمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم من الألوة، ورشحهم المسك، وهذه كلها دلالات على الرفاهية والنعيم.

ويصل الحديث إلى وصف جمال الحور العين، حيث يذكر أن لكل واحد من أهل الجنة زوجتان، يُرى مخ سوقهما من وراء اللحم من شدة حسنهما وجمالهما. وهذا الوصف يصور لنا مدى جمال الحور العين، حيث يصل الحسن إلى درجة أن عظام الساق تظهر من وراء اللحم.

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» (رواه البخاري).  

يصف الحديث جمال المرأة في الجنة، ويشير إلى أن جمالها يفوق تصور البشر. فلو اطلعت إحداهن على الأرض، لأضاء نورها الكون وملأه برائحة زكية. ويؤكد الحديث على أن قطعة قماش بسيطة تغطي رأسها (النصيف) هي أثمن وأجمل من الدنيا وما فيها من متاع وزخارف. هذا دليل على أن نعيم الجنة لا يقارن بنعيم الدنيا الفاني، وأن الحور العين هن من أعظم وأجمل ما أعده الله لعباده في الجنة.

لقد قام الله تبارك وتعالى بذكر الحور العين في كتابه الكريم في أكثر من موضع، واصفاً إياهن بصفات بديعة وجذابة. وقد كان هذا الوصف للحور العين في القرآن الكريم من باب تحفيز المؤمنين على الاجتهاد في الأعمال الصالحة، وبذل المزيد من الطاعات والقربات، وذلك لنيل هذا النعيم العظيم، ألا وهو الزواج من الحور العين في الجنة. وقد وردت العديد من الآيات القرآنية التي تضمنت صفات الحور العين، ومنها

الحور:

صفة مميزة لجمال المرأة، بل هي أخصّ ما يوصف به جمال العين، حتى إنّ الحور صار علماً على الحور العين من النساء، والحور هو شدة سواد بؤبؤ العين مع شدة بياضها، ولا شكّ أن اجتماع هذين الضدّين في اللون – الأبيض والأسود – يزيد كل واحد منهما حسناً وجمالاً، ويبرز جمال العين وفتنتها، ويجعلها أكثر تأثيراً في النّاظر، كما قال الشاعر:

ضدّانِ لمّا استجمعا حسناً … والضدّ يُظهر حسنه الضدُّ

قاصرات الطرف:

تتمثل إحدى النعم العظيمة التي قد ينعم بها الرجل في الجنة في وجود زوجة من الحور العين، تتميز بجمالها الفائق وولائها لزوجها. فهي لا تنظر إلى غيره ولا يعجبها من الرجال سواه، وهذا دليل على كمال النعمة التي يتمتع بها هذا الرجل، حيث إن زوجته تحبه وتكتفي به ولا ترغب في غيره. وقد ورد في صحيح مسلم حديث يوضح هذا المعنى، حيث يقول: (ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ، فَتَدْخُلُ عليه زَوْجَتاهُ مِنَ الحُورِ العِينِ، فَتَقُولانِ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْياكَ لَنا، وأَحْيانا لَكَ).

وهذا الحديث يبين أن الحور العين لا يتميزن بالجمال فقط، بل يتمتعن أيضاً بمحبة أزواجهن والسعادة عند رؤيتهم، مما يزيد من نعيم الرجل في الجنة.

لم يطمثهنّ إنسٌ قبلهم ولا جان:

في الآية الكريمة: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) [الرحمن: 56]، يُشير المولى عز وجل إلى صفة من صفات الحور العين في الجنة، وهي أنهنّ أبكار لم يسبق أن وطئهنّ إنس ولا جان، وهذا الوصف يحمل في طياته معاني كثيرة، منها:

  • التكريم والتشريف: فكون الحور العين لم يمسهنّ أحد من قبل، يدل على تكريمهنّ وتشريفهنّ، حيث خصصهنّ الله تعالى لعباده المؤمنين في الجنة، وجعلهنّ جزاءً لهم على طاعتهم وتقواهم.
  • الكمال والجمال: البكارة في الحور العين تعني الكمال والجمال، فهي تدل على أنهنّ في أوج حسنهنّ وروعتهنّ، ولم يشب جمالهنّ شيء من النقص أو التغيّر.
  • الخصوصية والتميز: فالحور العين يتميزن عن غيرهنّ من المخلوقات بصفة البكارة، حيث لم يطأهنّ أحد قبل أزواجهنّ في الجنة، وهذا يزيد من قيمتهنّ ويجعلهنّ محطّ أنظار المؤمنين.
  • النعيم المقيم: فالحور العين هنّ جزء من النعيم الذي أعدّه الله تعالى لعباده في الجنة، وهنّ نعيم مقيم لا يزول ولا ينتهي، بل يزداد حسنهنّ وجمالهنّ مع مرور الوقت.

وفي هذا الوصف، دلالة على أن المؤمن في الجنة سيكون زوج الحور العين الأول والوحيد، وهذا يزيد من مكانته ومنزلته، ويجعله يشعر بالفخر والاعتزاز.

بيضاء صافية البشرة:

تتسم الحور العين بصفاء ونقاء في لون البشرة، حيث يبلغ بياضهن درجة عالية من الصفاء، وقد شبههنّ الله سبحانه وتعالى بالياقوت والمرجان في شدة بياضهن، وفي موضع آخر وصفهنّ باللؤلؤ المكنون، وفي بعض الأحاديث النبوية الشريفة ورد ما يشير إلى أن الحورية من شدة بياضها يُرى مُخ ساقها من ورائها، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على جمالهن الفائق وبياضهن الذي ليس له نظير.

صاحبات أخلاق حميدة:

في وصف دقيق ووافٍ لجمال الحور العين، يتبدى لنا جمالهنّ في صورتين متكاملتين، جمالٌ ظاهريٌّ يأسر الألباب بصفاءٍ ونقاءٍ يشبه اللؤلؤ المكنون، وجمالٌ باطنيٌّ يزهو بأخلاقٍ رفيعةٍ وحميدةٍ، كما قال تعالى: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ)، فتجتمع فيهنّ صفات الحسن الظاهر والباطن، ولا يكتفيْنَ بجمالِ المظهرِ الذي قد يزول، بل يتحلّين بأخلاقٍ ساميةٍ تزيدُ حسنهنّ رونقاً وبهاءً، وتجعلهنّ خيرَ مثالٍ للمرأةِ الصالحةِ التي يُرغبُ فيها، فالجمال الحقيقيّ يكمن في توافق الظاهر والباطن، وانسجامِهِما في تناغمٍ بديعٍ، وهذا ما يميّز الحور العين، ويجعلهنّ محطّ الأنظار ومحطّ الإعجاب.

مقصورات في الخيام:

في وصفٍ بديعٍ لنساء أهل الجنة، يذكر القرآن الكريم أنَّهُنَّ “مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ”، وهذه الصورة البلاغية تحمل معاني ساميةً ودلالاتٍ عميقةً. فكلمة “مقصورات” تعني أنَّهُنَّ مصوناتٌ ومستوراتٌ، لا يراهنَّ إلا أزواجهنَّ، وقد خُصِّصْنَ لهم وحدهم. وهذا التخصيص يهدف إلى تحقيق أقصى درجات الخصوصية والتميز، حيث تكون الحورية في الجنة خالصةً لزوجها، لا يشاركها فيها أحد، وهذا يزيد من سعادة الزوج واطمئنانه.

وفي ذلكَ السياق، يأتي قوله تعالى: “وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ”، ليؤكد على أنَّ هذه الخصوصية تأتي في سياقٍ عامٍّ من المحبة والسلام والوئام الذي يسود بين أهل الجنة. ففي هذه الدار، لا مكان للأحقاد والضغائن والغيرة التي قد تعكر صفو الحياة الزوجية في الدنيا، بل يسود الإخاء والمحبة والتفاهم. إنَّ هذا الوصف القرآني يصور لنا حياةً زوجيةً مثاليةً، تتميز بالصفاء والوئام والاطمئنان، حيث ينعم الزوجان ببعضهما البعض في جنةٍ لا يشوبها أيُّ منغصات.


اكتشاف المزيد من عالم المعلومات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيك بهذه المقالة؟ كن أول من يعلق

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا. تساعدنا هذه الملفات على تذكر إعداداتك وتقديم محتوى مخصص لك. يمكنك التحكم في ملفات تعريف الارتباط من خلال إعدادات المتصفح. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية لدينا.
قبول
سياسة الخصوصية