هل تسعى إلى إتقان فن الكلام وتأثير الآخرين بكلماتك؟ هل ترغب في بناء علاقات قوية وتحقيق نجاح أكبر في حياتك المهنية والشخصية؟ في هذا المقال، سنقدم لك مجموعة من النصائح القيمة التي ستساعدك على تطوير مهاراتك في التواصل الفعال، واكتساب ثقة أكبر في نفسك، وإقناع الآخرين بآرائك.
الكلام هو القول والخِطاب الذي يحتوي على معنى معين، ويظهر على شكلِ مجموعةٍ من الأصوات المتتالية، كما يشمل الكلام عدّة ألفاظٍ يستخدمها الإنسان للتعبير عن نفسه، لذلك يمتلك الكلام أهميةً كبيرةً في الحياة، كما أن له دوراً مهماً في نجاح المجتمع، ويجب على الإنسان الاهتمام بفنّ الكلام. فنحتاج جميعًا إلى التكلم جيدًا أمام الناس في بعض الأحيان خلال حياتنا. لأنه من الممكن ان تتعرض لموقف يتطلب منك التحدث امام الناس أو تتكلم أمام مجموعة من اصدقائك.
حيث يعد هذا الفن أو هذه المهارة من أهم المهارات الأساسية والضرورية التي تأتي بعد مهارة الإنصات، فالكلام هو عملية تفاعلية تعمل على بناء محتوى وموضوع يحتمل الإنتاج والاستقبال والمعالجة. يمكن تعريفها كذلك بأنها قدرة الشخص على التكلم ونقل المعلومات والأفكار والأحاسيس والمعتقدات والأحداث أو الرد على الاستفسارات في أي وقت أو في أي موقف يتعرض له فجأة، مثال على ذلك عندما يسألك شخص عن عملك.
كيف أطور نفسي في الكلام:
- تحكم في صوتك اثناء الكلام:
اخفض صوتك اثناء التكلم لدرجة متوسطة بحيث الذي تتكلم معه يسمعك بشكل جيد وتكلم بهدوء وتحكم في تنفسك ولا تسرع في الكلام واجعل كلامك واضح لا تدخل الكلمات في بعضها وركز علي المعني او المعلومة التي تريد ايصالها الي الذي تتحدث معه سواء كان شخص او مجموعة اشخاص .
- تعلم كيفية الاستماع أو الصّمت:
هناك نوعان من الصّمت وهما الصّمت الإيجابيّ والصّمت السلبيّ، ويُعرَّف الصّمت الإيجابيّ بأنّه الذي يمنح صاحبه الفرصة للإنصات إلى المتكلم وهو النوع الذي يدعو المرء إلى التفكّر والحصول على الخبرات والتأمل، أمّا الصّمت السلبيّ فهو النوع الذي يدل على ضعف الثقة بالنّفس، فيكون المرء صامتاً حتّى يتجنّب سخرية الآخرين أو خوفاً من تعرضه لهجومٍ عند قوله رأياً يُخالف الرأي الآخر، ويجب على المرء إتقان فنّ الاستماع والتدرّب عليه حتّى يكون مستمعاً جيداً، لكي يفهم ما يقوله الآخرون.
- لا تقاطع كلام الأخرين:
يعتبر مقاطعة كلام من تتكلم معه مخالف للذوق والأدب ويجب عليك ان لا تقاطع من يتحدث معك، واذا كنت مضطر للمقاطعة لابد ان تستأذن لأن مقاطعة كلام من يتكلم معك تشعره بعدم الاهتمام بكلامه او مخالفة لوجهة نظره، واذا كنت انت المتحدث والأشخاص يقاطعون كلامك اكثر من مرة فحاول ان تغير موضوع كلامك تدريجيا لأن الموضوع قد يكون مخالف لوجهة النظر او غير مفهوم بالنسبة لهم او قد يكون غير مفيد لهم.
- الذوق في الكلام مع الجميع ومن هم في دائرة العَشم:
دائرة العشم هي الدائرة التي يضع المرء فيها الأشخاص المقربين والذين يتعامل معهم باستمرار فيرفع عنهم المجاملة، والتكلّف، والذوق، والتشجيع، وقد يصل الأمر إلى قلّة احترامهم في الكلام وغيره من باب العشرة والعشم، والجدير بالذكر أنه مع مرور الوقت يصبح الأمر مرتبطاً بقلّة الذوق أكثر منه بالعشم والعشرة، كما يجب على الشخص تذكّر أن ما يقوله أو يفعله في دائرة العَشم هو الذي يدل على شخصيته الحقيقيّة.
- فرق بين الجدل والنقاش:
النقاش هو عبارة عن حوار هادف بين طرفين قد تكون انت وصديقك او احد افراد اسرتك او مجموعة اشخاص وهدف الحوار يكون من اجل الوصول الي حقيقة معينة بغض النظر عن عدم توافق وجهات نظركم او توافقها . اما الجدال فهو أسلوب يغلب عليه الهجوم والهمجية في بعض الأحيان من أحد الأطراف الي الطرف الآخر بغرض ان يبين ويظهر طرف نفسه وينتصر علي الأخر دون الوصول الي الحقيقة .
- تقليل الكلام:
يجب على المرء أن يراعي الوقت، ولا يُطل في كلامه ولا يستأثر بالكلام وحده حتّى لا يمل المُستمع منه.
- راعي الاختلاف في الآراء:
راعي الاختلاف في الآراء وتذكر أن الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين عن بعض كل واحد ليه عقليته و خلفيته الثقافية وفكره واعتقاداته و مستوى تعليمي معين أن اختلاف الآراء أمر طبيعي ولا تعتقد أن تحصل على الموافقة الدائمة في أرائك ولكن يجب عليك عزيزي القارئ عندما يختلف معك الناس في الرأي لا تجعل هذا الاختلاف يؤدي إلى تنافر بينك وبين من تتكلم معه وتذكر أن الاختلاف في الآراء ما هو إلا طريق للوصول إلى الرأي الأفضل والأصح.
- الاستعانة بالأمثلة:
هو استخدام المُتكلّم للأمثلة أثناء الحديث، وإن مثالاً واحداً يوضّح الفكرة المقصودة من الكلام قد يفي بالغرض أكثر من استخدام الكلام الضعيف الذي لا فائدة منه، كما أن الأمثلة من شأنها أن تبقى في الذهن وتقنع المستمع أكثر.
- المناقشة عن علم:
لا تتكلم في موضوع ليست لديك معلومات عنه او لا تفهم فيه ولا تدافع عن فكرة غير مقتنع بها وعندما تتكلم في موضوع لديك معلومات فيه لابد ان تكون واثق من المعلومات التي لديك حتي لا تضع نفسك في موقف محرج وراعي ان تتجنب الخجل في حالة عدم المعرفة أي لا تتكلم بالكذب وقول لا اعلم.
- لا تستخدم عبارات الحشو:
عبارات الحشو هي كلمة او اكثر قد تستخدمها دائما في كلامك مثل ” انت تعرف ” “علي أي حال ” ” اه ” امممم” طيب ” وهكذا . تعلم ان لا تستخدمها بكثرة لأنها تسير غضب المستمع وتشتت انتباهه وتمنع وصول المعلومة إليه وراعي ان كثرة استخدامها تصبح جزءًا لا يتجزأ من أنماط كلامك حتى أنه بمجرد أن تدرك بستخدمها ، ستواجه صعوبة كبيرة في محاولة عدم قولها مع العلم ان محاولة تقليلها او عدم قولها من الأساس سوف يكون المستمع انطباع أفضل عنك وأنت تتحدث ، أنك شخص متعلم ومطلع ، وأكثر جدارة بالثقة .
إتيكيت الكلام:
يعتمد إتقان الشخص لإتيكيت الكلام والتواصل مع الآخرين على مُراعاة أمور معينة، فقبل الحديث عليه أن يتذكرَ أن خير الكلام ما قلّ ودلّ، وعليه إدراك أن طريقةَ كلامه تُعبّر عن مدى ثقافته كما تعبّر عن شخصيته، وإذا أراد أن يكونَ شخصاً مهماً فعليه أن يكون مهتماً أيضاً، وعندما يريد حضور ندوة أو دعوة معينة فعليه أن يُجهز نفسه جيّداً، وأن يلمَّ بالموضوع والأمور اللازمة للدعوة قبل الحضور، أمّا أثناء الكلام فهناك بعض من الأمور التي يجب على الشخص أن يراعيها، وهي:
- الحرص على الاستماع أكثر من الكلام.
- اختيار موضوع ملائم للمستمع.
- تجنّب رفع الكلفة بينك وبين المستمع.
- الحديث بصوت معتدل ومفهوم.
- السيطرة على الحركات أثناء الكلام.
- النظر إلى المستمع في حال كان شخصاً واحداً، وتوزيع النظر بين الجالسين إن كانوا مجموعة.
- تجنّب تكذيب المتحدث حتّى إن كان كاذباً فعلاً.