تربية الأطفال على المسؤولية هدف أساسي للأمهات، لذلك على كل أُم الحرص على تعليم طفلها خطوات أساسية لتحمل المسؤولية بما يشكل مصدر سعادة للطفل وليس عبئا عليه.
فقد أصبحنا في وسطٍ أصبح فيه الطفل اعتمادياً من الدرجة الأولى، وتحوَّلت الوالدة من شخصٍ مؤسِّسٍ لعاداتٍ صحيةٍ ومتوازنةٍ تُفضِي إلى بناء شخصيةٍ مستقرَّةٍ لطفلها، إلى شخصٍ مسؤولٍ عن القيام بكلِّ التفاصيل المتعلِّقة بطفلها دون أن يقوم هو بفعل أيِّ شيء.
فالأطفال لا يرغبون في أن يكونوا محبوبين فحسب إنما يحتاجون مثل أي شخص منا أن يشعروا بأنهم مهمون في هذا العالم، أي أن وجودهم يترك أثرا إيجابيا، ولهذا فإن رفع حس المسؤولية لدى الأطفال منذ عمر صغير له تأثير إيجابي في نفسية الطفل وعلاقاته الاجتماعية.
وهنالك الكثير من الوسائل التي يمكن اعتمادها لتنمية هذا الحس لدى الطفل بما يجعله ناجحا في المستقبل.
خطوات أساسية لتربية الأطفال على المسؤولية
- شجعيه على مساعدتك في أعمال المنزل:
علمي طفلك أن له دورًا أساسيًا في تنفيذ الأعمال المنزلية منذ صغره ليعتاد على الأمر، عوديه على إعادة الأشياء إلى أماكنها ووعوديه على إعادة ترتيب غرفته بعد انتهائه من اللعب في غرفته أو غرفة المعيشة، أو أن يأخذ منك الأطباق ووضعها على السفرة وغير ذلك، وعند طي الملابس يمكنكِ أن تطلبي منه طي ملابسه، تجميع جواربه سويًا حتى لو أعدت طيها لعدم اتقانه.
- اجعليه يتبرع بملابسه القديمة:
التبرع للغير من أفضل القيم التي يجب غرسها في نفس الطفل، ويمكنك تعويض الطفل على هذه القيمة النبيلة من خلال تبرعه بملابسه المستعملة ذات الحالة الجيدة، شاركيه معك في تجهيز الملابس المقرر التبرع بها ليدرك قيمة عمله ثم اجعليه يشاركك في توصيل الملابس للمحتاجين، ليشعر بسعادة تبرعه للغير.
- عودي طفلكِ على الإنفاق في الخير من مصروفه:
شجعي طفلكِ على المساهمة بجزء من مصروفه لمساعدة الفقراء والمحتاجين لتعززي من قيمة العطاء بداخله، وينشأ بهذا الخلق الكريم الذي يرق لمعاناة الآخرين ويشعر بهم. ولا تنسي أن تصطحب طفلكِ معكِ عند الذهاب لتقديم الصدقات للفقراء والمحتاجين واجعليه يقدم لهم المساعدة بنفسه، وعلميه كيف يخاطبهم بود وتواضع.
- شجعيه على ممارسة الرياضات الجماعية:
احرصي على أن تشجعي طفلك على ممارسة الرياضات الجماعية مثل (كرة القدم، كرة اليد، كرة السلة، الكرة الطائرة،….وإلخ) لما لها من أثر عظيم في نفس الطفل خاصة في تعليمه مهارة العمل الجماعي والتعاون مع الآخرين من أجل تحقيق الهدف إلى جانب تنمية حس الشعور بالمسؤولية داخله.
- عوديه على الشعور بالغير والإحسان:
نوعي بين من يساعدهم كالفقراء والمحتاجين وكذلك المسنين حتى لو من غير الفقراء ومساعدتهم على الحركة أو الجلوس معهم ومؤانستهم حتى من البيت كالجدين، فمن الضروري جداً، أن تشجعي طفلكِ على الشعور بغيره وأن يلمس احتياجات الآخرين، ويتخلى عن انانيته وحبه لذاته فيضع نفسه مكان الآخرين.
- اروي له القصص المشجعة على تحمل المسؤولية:
لا تستخدمي أسلوب التلقين المباشر مع طفلكِ، بل اغرسي القيم الإيجابية بداخله عن طريق القصص والحكايات والأفلام الكارتونية والأغاني فهذه الوسائل تنجح مع عقلية الطفل ويستجيب لها بصورة أكبر وتدفعه لتقليدها .
- علميه الاعتماد على النفس:
أخبري طفلكِ منذ صغره أنه إنسان مسؤول قادر على تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات التي أمامه وعليه أن يثبت الكفاءة في الاعتماد على النفس فيما يخص القيام بالواجبات الدراسية المنزلية، ارتداء حذائه وملابسه بنفسه، الاستحمام بمفرده إذا كان عمره من 9 سنوات فيما فوق، تمشيط شعره لنفسه.
- اغرسي بداخله قيمة الأمانة والحفاظ على ممتلكات الآخرين:
لا تتسببي في تعليمه الاستهتار مع ممتلكات الغير لمجرد أنها ليست في منزلك، يجب أن يعلم أن عليه صيانة الأمانة والحفاظ على ممتلكات الآخرين في المدرسة أو النادي أو الشارع أو المواصلات العامة.
- ابتعدي عن الدلال الزائد:
على عكس ما يتوقعه الآباء والأمهات الدلال الزائد عن الحد يصنع من طفلكِ إنسان مستهتر غير قادر على تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة.
- ادفعيه لإدراك قيمة الوقت واحترامها:
اجعلي طفلك يدرك أن الوقت كالسيف إن لم يقطعه قطعه، وذلك من خلال تدريبه على تقسيم وقته بين الدراسة وممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية، والالتزام بمواعيد التمرين مع الفريق يعزز من شعور الطفل بالمسؤولية ويجعله أكثر احتراما للوقت.