القائمة إغلاق

10 طرق من أجل زيادة معدل الذكاء

هل تساءلت يومًا عن كيفية زيادة قدرات عقلك وزيادة معدل الذكاء لديك؟ هل تتطلع إلى تحسين أدائك في الدراسة والعمل واتخاذ قرارات أفضل؟ إن الرغبة في تطوير الذكاء هي سمة إنسانية طبيعية، وقد دفع الكثيرين على مر التاريخ إلى البحث عن طرق ووسائل لتحقيق هذا الهدف. فالذكاء ليس قدرًا مكتسبًا ولا موهبة وراثية ثابتة، بل هو قدرة قابلة للتطوير والنمو من خلال التدريب المستمر والتعلم المتواصل.

في عالمنا المعاصر، الذي يتطلب منا مواكبة التغيرات المتسارعة والتعامل مع كم هائل من المعلومات، أصبح تطوير الذكاء ضرورة ملحة. فالعقل المدرب والقادر على التفكير النقدي والإبداعي هو سلاحنا الأمثل لمواجهة تحديات الحياة. ولكن، كيف يمكننا تحقيق ذلك؟ وما هي الطرق العملية التي يمكننا اتباعها لزيادة ذكائنا؟

في هذا المقال، سنستعرض عشرة طرق بسيطة وفعالة لزيادة معدل الذكاء، مستندين إلى أحدث الأبحاث العلمية في مجال علم الأعصاب وعلم النفس. سنناقش دور القراءة والتعلم المستمر، وكيف يمكن أن تساعدنا تقنيات مثل التأمل واليوجا في تحسين وظائف الدماغ. كما سنستكشف دور التفاعلات الاجتماعية والأنشطة الإبداعية في تنمية الذكاء.

إن رحلة تطوير الذكاء هي رحلة ممتعة ومجزية، تتطلب منا الالتزام والمثابرة. فالعقل البشري هو آلة معقدة وقوية، وكلما قمنا بتدريبه وتغذيته بالمعلومات والمعارف، كلما أصبحنا أكثر قدرة على التعلم والإبداع وحل المشكلات.

هل سبق لك أن سمعت قصة لازلو بولغار، عالم النفس المجري الذي تحدى الفكرة السائدة حول العبقرية؟ فقد كان بولغار مقتنعاً بأن العبقرية ليست موهبة فطرية بل هي نتاج تربية وتعليم مكثفين. ولتأكيد نظريته هذه، قام بتجربة فريدة من نوعها على بناته الثلاث، حيث خصص جهوده لتربيتهن على الشطرنج واللغات والرياضيات منذ الصغر.

وقد أثبتت تجربته نجاحاً باهراً، إذ حققت بناته إنجازات استثنائية في عالم الشطرنج، وحطمن أرقاماً قياسية عالمية في سن مبكرة، مما أكد نظريته حول إمكانية تطوير الذكاء وتنميته. تتوافق هذه التجربة مع قول ألبرت أينشتاين الشهير بأن العبقرية ليست سوى المثابرة في مواجهة التحديات، وأن تكرار نفس الأفعال وتوقع نتائج مختلفة هو نوع من الجنون.

فنجاح بنات بولغار هو دليل حي على أن بإمكان أي شخص أن يحقق إنجازات عظيمة إذا ما توفرت له الإرادة والعزيمة والبيئة المناسبة.

1- تجريب أمور جديدة عشوائية

لا يمكننا أن ندرك قيمة تجاربنا الجديدة إلا بالنظرة إلى الوراء، تمامًا كما قال ستيف جوبز. ففي حين قد تبدو بعض التجارب بلا معنى في الوقت الحالي، إلا أنها قد تتصل ببعضها البعض في المستقبل بطرق غير متوقعة، لتشكل لوحة أكبر وأكثر جمالًا. إن تجربة أشياء جديدة، سواء كانت كورسًا في التصميم أو مجرد استكشاف اهتمام جديد، هي كقطع من أحجية الحياة التي تتكامل مع مرور الوقت.

قد لا نفهم الغرض من كل قطعة على حدة، ولكن عندما ننظر إلى الصورة الكاملة، نكتشف أن كل قطعة تلعب دورًا هامًا. لذا، دعونا نفتح أذهاننا على التجارب الجديدة، ونثق في أن هذه التجارب ستثري حياتنا بطرق لم نتخيلها. فالعالم مليء بالفرص، وكل ما علينا فعله هو أن نستغلها.

2- تعلم لغة جديدة.. يزيد من معدل ذكائك

لا تتطلب إتقان لغة جديدة تخصيص ساعات طويلة للدراسة، فبضع دقائق يوميًا تكفي لتحقيق تقدم ملحوظ. يمكنك البدء بتعلم خمس كلمات جديدة يوميًا، ثم الانتقال إلى الاستماع لأغنية باللغة المستهدفة أو مشاهدة مقطع فيديو قصير بها. لا تتردد في تكرار الكلمات الصعبة بصوت عالٍ أو محاولة قراءتها في سياق جملة.

يمكنك أيضًا ممارسة العد من واحد إلى مئة أو غناء الحروف الأبجدية بهذه اللغة. وإذا كنت ترغب في تحدي نفسك أكثر، فحاول قراءة صفحة من كتاب أو كتابة يومياتك بلغة الدراسة، حتى لو كانت عبارة عن جملتين بسيطتين. هذه الطرق البسيطة والمتنوعة ستساعدك على بناء أساس قوي في اللغة المستهدفة وتجعلها جزءًا من روتينك اليومي.

3- احتك بالأشخاص المثيرين للاهتمام 

يقال إننا نتأثر بالبيئة المحيطة بنا، وأن الأشخاص الذين نختلط بهم يشكلون جزءًا كبيرًا من هويتنا. لذلك، فإن محاولة تطوير أنفسنا وتوسيع آفاقنا يتطلب منا أن نحيط أنفسنا بأشخاص ملهمين ومثقفين. يمكننا البدء باتباع الشخصيات التي نُعجب بها على وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعل معهم، أو الانخراط في أنشطة تطوعية حيث من المرجح أن نلتقي بأشخاص ناجحين ومبادئ.

كما أن حضور الفعاليات الثقافية والمؤتمرات يوفر لنا فرصة للتواصل مع أشخاص مثقفين ومشاركتهم أفكارهم ومعارفهم. ولا يجب أن نتردد في طلب المساعدة من أصدقائنا الأذكياء، فبالتأكيد سيكونون سعداء بمشاركتنا خبراتهم وفتح أبواب جديدة أمامنا.

إن الخروج من منطقة الراحة والتفاعل مع أشخاص مختلفين هو مفتاح التطور الشخصي، فهو يمدنا بالخبرات والمعارف الجديدة، ويساعدنا على بناء علاقات قوية مع أشخاص يشاطروننا اهتماماتنا وطموحاتنا.

4- اقرأ قليلاً كل يوم لزيادة معدل ذكائك

القراءة، كأنها رحلة حول العالم من خلال الكتب، تمنحنا نظرة شاملة على الحياة وتوسع آفاقنا، تمامًا كما قالت زها حديد: “هنــاك 360 درجة مختلفة، لماذا نتمسك بواحدة فقط؟” فكل كتاب نطالعه هو نافذة جديدة نطل منها على عالم مختلف، ونكتشف أفكارًا ومعتقدات قد تغير نظرتنا للحياة.

قد لا نشعر بتغيير جذري فوري، لكن الاستمرارية في القراءة، كقطرات المطر التي تشكل النهر، ستشكل شخصًا أكثر معرفة وحكمة مع مرور الوقت. فالقراءة ليست مجرد هواية، بل هي استثمار في أنفسنا، استثمار يدر علينا أرباحًا معرفية لا تُقدر بثمن.

5- راجع واكتب ما تعلمه خلال اليوم

يشبه العقل البشري حاسوبًا يحتاج إلى تغذية مستمرة بالمعلومات ليعمل بكفاءة، فكما أن الحاسوب يخزن المعلومات في ذاكرة قصيرة وطويلة المدى، فإن العقل يفعل الشيء نفسه، إلا أن عملية نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى تتطلب تكرارًا وتأكيدًا على أهمية تلك المعلومات، وإلا ضاعت في بحر النسيان.

لذلك، فإن تخصيص بضع دقائق يوميًا لتلخيص إنجازاتك وعصف الذهن ليس بالأمر المبالغ فيه، بل هو استثمار في قوة العقل ومرونته، ولا يتطلب الأمر كتابة مقالات طويلة بل بضع أسطر كافية لتفعيل هذه العملية. كما أن تعليم الآخرين لما تعلمته هو وسيلة فعالة لترسيخ المعلومات في الذاكرة والتأكد من فهمها بشكل صحيح، وهو ما أكده أينشتاين بقوله “إذا كان لا يمكنك شرح أمر ما ببساطة، فإنك لا تفهمه جيدًا”.

6- اسأل “لماذا” لـ5 مرات عندما تواجهك مشكلة ما 

إن طرح سؤال “لماذا” على النفس بشكل متكرر يعد أداة قوية لحل المشكلات والوصول إلى جذورها، وهو ما أكده كبار المفكرين مثل أينشتاين وتويودا. فبدلاً من القلق بشأن المشكلة، فإن طرح هذا السؤال يحفز العقل على التفكير النقدي والبحث عن حلول مبتكرة. تتمثل فكرة هذه التقنية في البدء بسؤال بسيط حول المشكلة، ثم تكراره عدة مرات للوصول إلى أصل المشكلة الحقيقي.

قد يبدو الأمر بسيطًا، إلا أن هذه الطريقة أثبتت فعاليتها في مختلف المجالات، من حل المشكلات اليومية إلى تطوير الصناعات. فكما يقول أينشتاين، لا توجد مشاكل مستعصية، بل هناك مشاكل غير مفهومة جيدًا. لذا، في المرة القادمة التي تواجهك مشكلة، جرب تقنية “السؤال خمس مرات لماذا” وستندهش من النتائج التي ستحصل عليها.

هذه التقنية مستوحاة من تجربة ساكيتشي تويودا مؤسس شركة تويوتا، والذي استخدمها لتحسين خط إنتاج السيارات. وتتضمن هذه التقنية الخطوات التالية: تحديد المشكلة، ثم طرح سؤال “ماذا يحدث؟” متبوعًا بأربعة أسئلة “لماذا” متتالية. قد تصل إلى جوهر المشكلة بعد عدد أقل أو أكبر من الأسئلة، فالمهم هو الوصول إلى السبب الجذري للمشكلة وليس مجرد تكرار السؤال. من خلال هذه الطريقة، ستتعلم كيفية تحليل المشكلات بشكل منهجي والوصول إلى حلول فعالة، مما يساهم في تحسين قدرتك على اتخاذ القرارات وحل المشكلات في مختلف جوانب حياتك.

إن تقنية “السؤال خمس مرات لماذا” هي أداة بسيطة ولكنها قوية يمكن لأي شخص استخدامها. فهي تساعد على تنمية مهارات التفكير النقدي وتحسين قدرتك على حل المشكلات، مما يجعلك أكثر كفاءة وفعالية في حياتك اليومية والمهنية.

7- التأمل والراحة يزيد من معدل ذكائك

إن التركيز الدائم على مهمة واحدة، وإن كان ضروريًا أحيانًا، إلا أنه قد يحبس العقل في إطار ضيق، مانعًا إياه من استكشاف آفاق جديدة. فالعقل البشري يعمل بأفضل حالاته عندما يتنقل بين نمطين من التفكير: التركيز والتشتت. ففي حين أن التركيز يساعدنا على إنجاز المهام، فإن التشتت أو ما يسمى بالتفكير المتشعب، هو الذي يولد الإبداع ويسمح للعقل بربط الأفكار ببعضها بطرق غير متوقعة.

فعندما ننهمك في نشاط لا يتطلب تركيزًا عميقًا، مثل الاستحمام أو المشي، فإننا نمنح عقولنا الفرصة للتجول بحرية في عالم الأفكار، مما قد يؤدي إلى حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجهنا.

8- اعمل قائمة بإنجازاتك!

لا يقتصر الذكاء على القدرة على حل المعادلات المعقدة أو حفظ كم هائل من المعلومات، بل يتعداه ليشمل جوانب عاطفية ونفسية هامة. فالثقة بالنفس والسعادة تلعبان دورًا حاسمًا في تنشيط قدرات العقل وتقوية التركيز. عندما يكون الشخص متوتراً أو قلقًا، فإن عقله مشغول بالتفكير في تلك المشاعر، مما يقلل من قدرته على استيعاب المعلومات الجديدة ومعالجتها بشكل فعال. وبالتالي، تتأثر قدرته على اتخاذ القرارات الصائبة وحل المشكلات.

ولتعزيز الثقة بالنفس وتحسين الأداء الذهني، يمكن اللجوء إلى تقنية بسيطة ولكنها فعالة. بدلاً من التركيز على قائمة المهام التي لم تتم، اقترح بعض الخبراء عمل قائمة بإنجازاتك السابقة. هذه القائمة بمثابة تذكير يومي بكل ما تم تحقيقه، مما يعزز الشعور بالإنجاز والاعتزاز بالنفس.

وعندما يشعر الشخص بالإحباط أو يواجه تحديات جديدة، يمكنه الرجوع إلى هذه القائمة ليستمد منها الدافع والقوة لمواصلة المضي قدمًا. هذه التقنية البسيطة تساعد على تغيير النظرة الذاتية من التركيز على النقص إلى التركيز على الإيجابيات، مما يؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية ويحسن الأداء الكلي.

9-  زيارة الأماكن الجديدة وخوض التجارب المختلفة 

تجديد الروتين اليومي وتجربة كل ما هو جديد هو مفتاح لتنمية الذكاء. لا تكتفِ بالمسار المعتاد، بل ابحث باستمرار عن تجارب جديدة، سواء كانت بسيطة كزيارة مقهى جديد أو كبيرة كالسفر إلى بلد آخر. التغيير المستمر في البيئة والمواقف يدفع دماغك للعمل بشكل أكثر كفاءة، مما يؤدي إلى تحسين قدراته الإدراكية والإبداعية. قد لا تلاحظ هذا التطور بشكل فوري، لكنك ستلاحظ بمرور الوقت أنك أصبحت أكثر قدرة على التكيف مع المواقف الجديدة وحل المشكلات بطرق مبتكرة.

لا تقتصر تجاربك على الأماكن البعيدة، بل يمكنك استكشاف عالم جديد من خلال الاستماع إلى أنواع موسيقية مختلفة، وتجربة أطعمة جديدة، وتعلم مهارة جديدة كالعزف على آلة موسيقية، أو ببساطة تغيير طريقك اليومي. كل هذه الأنشطة تساهم في تنشيط عقلك وتوسيع آفاقك، مما يجعلك شخصًا أكثر ذكاءً وإبداعًا.

10- نمط الحياة الصحي يساعد في زيادة معدل الذكاء 

مقارنة شبيهة تربط بين جسم الإنسان والحاسوب، فكما أن الحاسوب يحتاج إلى شحن منتظم وفترات راحة للعمل بكفاءة، فإن جسم الإنسان وعقله بحاجة إلى تغذية سليمة وراحة كافية للحفاظ على أدائهما الأمثل. فالإفراط في تناول الطعام أو الجوع الشديد، وكذلك الحرمان من النوم، يؤثران سلبًا على الطاقة الجسدية والعقلية، ويقللان من القدرة على الإبداع والتفكير بوضوح.

فالجسم، شأنه شأن الحاسوب، يسعى جاهدًا للبقاء على قيد الحياة، وعندما لا يحصل على ما يحتاجه من وقود وراحة، يبدأ في التباطؤ والتدهور. قد تبدو النصائح المتعلقة بالتغذية السليمة وممارسة الرياضة والنوم الكافي بديهية، إلا أنها حجر الأساس لصحة جيدة وذهن صافٍ. فممارسة التمارين الرياضية، على سبيل المثال، لا تساعد فقط على تقوية العضلات وتحسين اللياقة البدنية، بل تعمل أيضًا على زيادة تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، مما يعزز الوظائف الإدراكية ويحسن الذاكرة والتركيز.

كما أن ممارسة الأنشطة التي تتطلب التركيز والتفكير، مثل حل الألغاز أو تعلم لغة جديدة، تساهم في تنمية قدرات الدماغ وتزيد من مرونته. لذلك، فإن العناية بالجسم من خلال اتباع نمط حياة صحي متوازن هو استثمار في صحتنا العقلية والجسدية على المدى الطويل.

Related Posts

اترك رد