ما هي الدول التي يمر بها خط الاستواء؟

خط الاستواء، ذلك الخط الوهمي الذي يحيط بالأرض ويقسمها إلى نصفين شمالي وجنوبي، ليس مجرد خط جغرافي على الخريطة، بل هو عالم قائم بذاته. إنه منطقة تتميز بتنوع طبيعي وثقافي فريد، حيث تجتمع الغابات الاستوائية المطيرة والشواطئ الرملية البيضاء، وتتلاقى الحضارات المختلفة في بوتقة واحدة. ولكن، ما هي الدول التي يحظى خط الاستواء بمرورها عبر أراضيها؟ وما هي الخصائص التي تميز هذه الدول عن غيرها؟

يمر خط الاستواء بثلاث عشرة دولة فقط حول العالم، ويقدر طوله بحوالي 40,075 كيلومترًا. هذه الدول هي: ساو تومي وبرينسيبي، وجمهورية الكونغو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والغابون، والصومال، والمالديف، وأوغندا، وكينيا، وكولومبيا، والبرازيل، وإندونيسيا، وكيريباتي، والإكوادور. وتجدر الإشارة إلى أن خط الاستواء يمر بالمساحات المائية لكل من جزر المالديف وكيريباتي، ولكنه لا يمر بأراضيها اليابسة.

دول قارة أفريقيا

يمر خط الاستواء بسبع دول في قارة أفريقيا، وهي:

ساو تومي وبرينسيبي

تقع جمهورية ساو تومي وبرينسيبي الديمقراطية، وهي دولة أرخبيلية صغيرة، في خليج غينيا على الساحل الغربي الاستوائي لأفريقيا الوسطى. ووفقاً لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، تقع هذه الدولة عند خط طول 6.613081 درجة ودائرة عرض 0.186360 درجة، ضمن الإحداثيات “10.896 ’11 0° شمالاً، و”47.092 ’36 6° شرقاً. وتتميز هذه الدولة بمناخ دافئ وغائم على مدار السنة، حيث تتراوح درجات الحرارة فيها عادةً بين 24 و 28 درجة مئوية، ونادراً ما تنخفض درجة الحرارة فيها عن 23 درجة مئوية، أو تتجاوز 29 درجة مئوية.

الغابون

تُعد الغابون، الواقعة في قلب أفريقيا الوسطى، دولةً ذات حدود مشتركة مع عدة دول؛ فتحدها غينيا الاستوائية من الشمال الغربي، وجمهورية الكونغو من الشرق والجنوب، بينما تجاورها الكاميرون من جهة الشمال.

ويُضفي مرور خط الاستواء عبر أراضيها بُعدًا جغرافيًا مميزًا، حيث تقع تحديدًا عند خط الطول 11.609444 ودائرة العرض 0.803689-، ضمن الإحداثيات “13.28 ’48 °0 جنوباً، و”33.998 ’36 °11 شرقاً. وتتمتع عاصمة الغابون، ليبرفيل، بمناخ استوائي فريد؛ إذ تتراوح درجات الحرارة فيها على مدار العام بين 23 و31 درجة مئوية، ونادراً ما تنخفض عن 21.67 درجة مئوية أو ترتفع إلى 32.22 درجة مئوية.

ويشهد هذا المناخ موسماً رطباً يتميز بدرجات حرارة مرتفعة مصحوبة بالغيوم، في حين يكون موسم الجفاف دافئاً وغائماً جزئياً. ولا يقتصر تأثير المناخ على درجات الحرارة، بل يمتد ليشمل تساقط الأمطار الذي يستمر في ليبرفيل لمدة عشرة أشهر خلال العام، بدءاً من 17 أغسطس وحتى 29 يونيو.

جمهورية الكونغو

جمهورية الكونغو، الواقعة في قلب أفريقيا الوسطى، تحدها دول متعددة، شمالاً تحدها الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى، وشرقاً تشترك في حدود طويلة مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما يحدها غرباً الغابون، وتمتد أنغولا على طول حدودها الجنوبية الغربية.

تقع البلاد عند تقاطع خط الطول 15.827659 ودائرة العرض -0.228021، ضمن الإحداثيات “40.876 ’13 °0 جنوباً، و”39.572 ’49 °15 شرقاً، مما يجعلها جزءاً من المناطق الاستوائية. يتميز مناخ جمهورية الكونغو بشكل عام بالرطوبة العالية، حيث تتراوح درجات الحرارة ليلاً بين 16 و 21 درجة مئوية، ويبلغ متوسط درجة الحرارة اليومية حوالي 24 درجة مئوية نظراً لموقعها على خط الاستواء.

يشهد البلد موسماً مطيراً يبدأ في شهر أكتوبر ويمتد حتى شهر مايو، مع فترتي جفاف قصيرتين خلال شهري يناير وفبراير. أما الموسم الجاف فيستمر من يونيو حتى سبتمبر، مما يخلق تبايناً واضحاً في الظروف المناخية على مدار العام.

جمهورية الكونغو الديمقراطية

تُعتبر جمهورية الكونغو الديمقراطية دولة داخلية تحدها عدة دول أفريقية. فمن الشرق، تحدها رواندا وأوغندا وتنزانيا وبوروندي، بينما يحدها من الغرب جمهورية الكونغو ومقاطعة كابيندا الأنغولية. أما من الشمال، فتحدها جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان، في حين تحدها أنجولا وزامبيا من الجنوب.

ورغم أنها دولة داخلية بشكل كبير، إلا أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تمتلك ساحلًا قصيرًا جدًا على المحيط الأطلسي لا يتعدى بضعة كيلومترات. وتمتد أراضيها بين دائرتي عرض 5°30′ شمالًا و13°50′ جنوبًا، ويقع ثلث مساحتها شمال خط الاستواء.

وتمتاز جمهورية الكونغو الديمقراطية بتنوع مناخها، حيث يمكن تقسيمها إلى أربع مناطق مناخية رئيسية. تشمل هذه المناطق:

• المناخ المداري (شبه الاستوائي): يقع هذا المناخ في المناطق الشمالية والجنوبية من المنطقة الاستوائية. ويمتاز بموسمين، موسم جاف وآخر ماطر. وتتأثر مدة موسم الجفاف بالمسافة من خط الاستواء، حيث قد يستمر من 4 إلى 7 أشهر في بعض المناطق، بينما قد يستمر لأسابيع فقط خلال موسم الأمطار.
• المناخ الاستوائي: يتميز بارتفاع درجات الحرارة على مدار العام، حيث نادرًا ما تنخفض درجة الحرارة الشهرية عن منتصف العشرينات المئوية. كما يمتاز هذا المناخ برطوبة عالية وهطول أمطار غزيرة طوال العام.
• المناخ الأطلسي: يقتصر هذا المناخ على الشريط الساحلي الغربي للبلاد، ويمتاز بمتوسط درجة حرارة سنوية يصل إلى منتصف العشرينات المئوية.
• المناخ الجبلي: يشمل هذا المناخ المناطق المرتفعة في شرق البلاد، مثل الهضاب والجبال. ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية في هذه المناطق حوالي 18 درجة مئوية.

أوغندا

أوغندا، الواقعة في شرق أفريقيا وعاصمتها كمبالا، دولة حبيسة لا تطل على أي سواحل، بل تحدها دول أخرى من جميع الجهات. تشترك أوغندا في حدود برية مع كل من تنزانيا وكينيا ورواندا وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وتمتد أوغندا على خط طول 32.290275 ودائرة عرض 1.373333، ضمن الإحداثيات “23.999 ’22 °1 شمالاً، و”24.99 ’17 °32 شرقاً.

وتتمتع أوغندا بمناخ دافئ بشكل عام، وذلك بفضل درجات الحرارة المعتدلة والأمطار الوفيرة، حيث تتراوح متوسط درجات الحرارة السنوية بين 24 و31 درجة مئوية، بينما يتراوح هطول الأمطار السنوي بين 900 و1600 مم.

كينيا

تقع جمهورية كينيا على خط الاستواء، ويحدها من الشمال كل من جنوب السودان وإثيوبيا، ومن الشرق الصومال والمحيط الهندي، ومن الجنوب تنزانيا، ومن الغرب أوغندا. وتمتد أراضيها على خط الطول 37.906193 ودائرة العرض 0.023559-، ضمن الإحداثيات “24.812 ‘1 °0 جنوباً، و”22.295 ’54 °37 شرقاً.

وتتميز كينيا بمناخ متنوع؛ حيث يسود المناخ المداري المناطق الساحلية، بينما يسود المناخ الجاف المناطق الداخلية. وتُعتبر المنطقة المحيطة بمدينة مومباسا حارة ورطبة، حيث تصل درجة الحرارة إلى 31 درجة مئوية في شهري يناير وفبراير، بينما تنخفض إلى 27 درجة مئوية في الأشهر من يوليو إلى سبتمبر.

الصومال

الصومال، إحدى دول القرن الأفريقي، تقع في أقصى شرق القارة وتمتد من جنوب خط الاستواء شمالًا إلى خليج عدن. تحتل موقعًا جغرافيًا وسياسيًا هامًا بين دول شبه الجزيرة العربية وجنوب غرب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء. تقع الصومال على خط طول 46.199616، ودائرة عرض 5.152149 ضمن الإحداثيات “7.736 ‘9 °5 شمالاً، و”58.618 ’11 °46 شرقاً. يتميز مناخها بأنه حار طوال العام، مصحوبًا برياح موسمية وفترات غير منتظمة من هطول الأمطار، وتسودها أجواء حارة ورطبة في فترتي هبوب الرياح الموسمية.

تشهد الصومال أجواء حارة ورطبة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، وكذلك من مارس إلى مايو؛ بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، المعروف باسم التانجامبيلي. يتراوح متوسط درجات الحرارة اليومية القصوى في الصومال بين 30 و40 درجة مئوية، باستثناء المناطق على طول الساحل الشرقي والمرتفعات. أما متوسط درجات الحرارة اليومية الدنيا، فيتراوح من 15 إلى 30 درجة مئوية، وتكون درجات الحرارة في جنوب الصومال أقل حدة. في المناطق الساحلية، تتفاوت الحرارة وتقل بمقدار 5 إلى 10 درجات عن المناطق الداخلية، مما يجعلها أكثر برودة، وتحافظ المناطق الساحلية على رطوبة نسبية تصل عادةً إلى حوالي 70%، حتى خلال المواسم الجافة.

أما المناخ السائد في مقديشو فهو نادرًا ما يكون لطيفًا، وبالرغم من ذلك فإن الموسم يكون أكثر اعتدالًا في الفترة من مايو إلى أكتوبر بسبب نسيم البحر والرياح الموسمية الجنوبية الغربية، بينما تهب الرياح الموسمية الشمالية الشرقية بشكل معتدل نسبيًا من أكتوبر إلى فبراير.

دول قارة أمريكا الجنوبية

أما في أمريكا الجنوبية، يمر خط الاستواء بثلاث دول، وهي

الإكوادور

تقع الإكوادور في قارة أمريكا الجنوبية، وتحدها كولومبيا من الشمال، وبيرو من الشرق والجنوب، والمحيط الهادئ من الغرب. تقع الإكوادور على خط طول 78.183406-، ودائرة عرض 1.831239-، ضمن الإحداثيات “52.46 ’49 °1 جنوباً، و”0.262 ’11 78° غرباً. تتميز الإكوادور بمناخ متنوع، حيث يمكن أن يشهد الصقيع المناطق المرتفعة خلال الليالي الصافية في موسم الجفاف، وتغطي الثلوج القمم التي يزيد ارتفاعها عن 4998.72 مترًا.

يسود المناخ الرطب والمداري معظم مناطق الإكوادور بسبب موقعها على خط الاستواء. أما المناطق التي تقع على ارتفاعات تتراوح بين 792.48 و2011.68 مترًا، فتسودها مناخات معتدلة. تتأثر منطقة كوستا بتيار بيرو البارد، وتتأثر أيضًا بتغيرات مرتبطة بحركة منطقة التقارب المدارية. تتميز المناطق الساحلية والشرقية بأجواء دافئة مع اختلاف بسيط في درجات الحرارة على مدار العام.

تتفاوت درجات الحرارة بشكل أكبر بين الليل والنهار، حيث يتراوح متوسط درجات الحرارة نهارًا بين 28.89 و32.78 درجة مئوية، بينما يتراوح ليلاً بين 20 و23.89 درجة مئوية. تنخفض درجات الحرارة بمعدل يتراوح من 12.78 إلى 11.67 درجة مئوية كلما زاد الارتفاع بمقدار 1,005.84 مترًا.

كولومبيا

تقع كولومبيا في شمال غرب قارة أمريكا الجنوبية، ويحدها من الجنوب كل من الإكوادور والبيرو، ومن الشرق البرازيل وفنزويلا، ومن الغرب بنما والمحيط الهادئ، بينما يحدها من الشمال المحيط الأطلسي عبر البحر الكاريبي. تقع كولومبيا عند خط طول 74.297333-، ودائرة عرض 4.570868، ضمن الإحداثيات “15.125 ’34 °4 شمالاً، و”50.399 ’17 °74 غرباً.

تتميز كولومبيا بأجواء حارة، خاصة في المناطق المنخفضة، وخاصة الشرقية منها، وذلك بسبب قربها من خط الاستواء. وتتأثر درجة الحرارة بشكل ملحوظ بالارتفاع، حيث تنخفض بمقدار درجتين مئويتين لكل 300 متر ارتفاع فوق مستوى سطح البحر. وتختلف كميات الأمطار المتساقطة في كولومبيا حسب المنطقة، حيث تشهد المناطق الجنوبية هطولاً أغزر مقارنة بالمناطق الأخرى.

البرازيل

تقع البرازيل عند خط طول 51.925280- ودائرة عرض 14.235004-، ضمن الإحداثيات “6.014 ’14 °14 جنوباً، و”31.008 ’55 °51 غرباً. ويحدها من الشمال فنزويلا وغويانا وسورينام وغويانا الفرنسية، ومن الجنوب الأوروغواي، ومن الجنوب الغربي باراغواي والأرجنتين، ومن الغرب بوليفيا وبيرو، ومن الشمال الغربي كولومبيا، ومن الشرق المحيط الأطلسي، ويبلغ طول ساحلها 7,367 كم. ورغم أن البرازيل تُعتبر بلداً مدارياً، إلا أنها تضم مناطق معتدلة المناخ.

فمناخها المداري الحار يسود حوض الأمازون، وتشهد هطولاً للأمطار من أكتوبر إلى مايو، وتكون غزيرة في حوض الأمازون العلوي والأراضي المنخفضة وعلى طول الساحل الشمالي وبعض مناطق الساحل الشرقي والمناطق الداخلية في جنوب البرازيل، حيث يزيد معدل هطول الأمطار السنوي عن 300 سم في بعض المناطق، بينما تشهد مناطق الشمال الشرقي جفافاً دورياً.

وتشهد البرازيل أكبر انخفاض في درجات الحرارة من مايو إلى سبتمبر، حيث تسود أجواء شديدة البرودة، وقد تتساقط الثلوج في سهول المرتفعات الباردة في الجنوب، بينما تشهد درجات الحرارة أكبر ارتفاع لها من أكتوبر إلى مارس، فتسود أجواء شديدة الحرارة.

ويصل متوسط درجة الحرارة المرتفعة في ريو دي جانيرو إلى 29 درجة مئوية في فبراير، في حين أن متوسط درجة الحرارة الدنيا فيها يصل إلى 17 درجة مئوية. وتتنوع تضاريس البرازيل، حيث تشمل المرتفعات البرازيلية والأراضي المنخفضة الساحلية الضيقة وسهول المرتفعات ذات المناخ المعتدل.

وتشكل المرتفعات البرازيلية ما يقارب نصف مساحة البرازيل الكلية، وتصنف بأنها شبه استوائية، بينما تتنوع تقسيمات الأراضي المنخفضة الساحلية الضيقة، إذ تندرج مساحات الأراضي الشمالية منها ضمن المناطق المدارية، في حين تندرج مساحات الأراضي الجنوبية ضمن المناطق المعتدلة.

الدُّول الجزرية بين المحيط الهندي والمحيط الهادئ

تتوزع الدول الجزرية التي يمر بها خط الاستواء بين المحيطين الهندي والهادئ، ويشمل هذا القسم ثلاث دول. كالآتي:

جزر المالديف

وهي دولة جزرية مستقلة تقع في وسطه الشمالي. وتحديداً، تقع جزر المالديف عند خط طول 73.220680 ودائرة عرض 3.202778، ضمن الإحداثيات “10.001 ’12 °3 شمالاً، و”14.448 ’13 °73 شرقاً. وتتأثر جزر المالديف بمناخ موسمي يتكون من فصلين مختلفين بسبب موقعها على خط الاستواء. ففي الفصل الجاف، الذي يمتد من يناير إلى مارس، تهب الرياح الموسمية الشمالية الشرقية، بينما في الفصل الرطب، تتأثر الجزر بالرياح الموسمية الجنوبية الغربية.

وتتميز جزر المالديف بثبات درجات الحرارة على مدار العام، حيث تتراوح بين 31 درجة مئوية نهاراً و 23 درجة مئوية ليلاً، مما يجعلها لطيفة ومعتدلة مساءً، ومصحوبة بنسائم البحار الباردة حتى في الأيام الحارة. وقد سجلت جزر المالديف أعلى درجة حرارة لها عند 37 درجة مئوية في مكتب الأرصاد الجوية في كادهدو في 19 مايو 1991، بينما سجلت أدنى درجة حرارة عند 17 درجة مئوية في 11 أبريل 1978 في المركز الوطني للأرصاد الجوية.

كيريباتي

تُعدّ كيريباتي دولةً جزريةً تقع في المحيط الهادئ الأوسط الاستوائي، وتتكوّن من 33 جزيرة مرجانية منتشرة على مساحةٍ واسعة تقارب 3,500,000 كيلومتر مربع بالقرب من خط الاستواء. وتحديداً، تقع كيريباتي عند خط طول 157.363026-، ودائرة عرض 1.870883، ضمن الإحداثيات “15.179 ’52 °1 شمالاً، و”46.894 ’21 157° غرباً.

تتميز كيريباتي بأجواء حارة ورطبة، حيث يسودها المناخ البحري المداري. وقد تشهد أعاصير في أي وقت من العام، إلا أنها غالباً ما تحدث في الفترة الممتدة من شهر تشرين الثاني/نوفمبر إلى شهر آذار/مارس. ويبلغ متوسط درجة الحرارة اليومية في كيريباتي 28 درجة مئوية، والتي تلطف الرياح التجارية من حدتها.

تتسم درجة الحرارة في كيريباتي بثباتها النسبي على مدار العام. وتتأثر درجة حرارة الهواء بشكل كبير بدرجة حرارة المحيطات المحيطة بالجزر المرجانية والجزر الصغيرة. وتتشابه طبيعة المناخ السائدة في كيريباتي مع المناخ السائد عبر المحيط الهادئ الاستوائي، والذي يؤثر بدوره في المناخ في أنحاء العالم كافة.

يشهد مناخ كيريباتي تغيراً كبيراً من عام إلى آخر، ويعود ذلك إلى التذبذب الجنوبي المعروف بظاهرة النينيو. وفي المقابل، يُعدّ التغيُّر في درجة الحرارة من فصل إلى آخر خلال العام نفسه بسيطاً للغاية، فلا يتعدى الدرجة المئوية الواحدة.

إندونيسيا

تُعدّ إندونيسيا أرخبيلًا شاسعًا يتألف من 18,108 جزيرة، منها حوالي 7,000 جزيرة مأهولة بالسكان. تقع إندونيسيا مقابل ساحل جنوب شرق آسيا، وتمتد أراضيها في كل من المحيط الهندي والمحيط الهادئ، وتغطي مساحة تعادل ثُمن محيط الأرض.

إندونيسيا، الواقعة عند خط طول 113.921327 ودائرة عرض 0.789275- (ضمن الإحداثيات “21.39 ’47 °0 جنوباً، و”16.777 ’55 °113 شرقاً)، تتميز بمناخ مداري نظرًا لقربها من خط الاستواء. تتنوع درجات الحرارة في إندونيسيا بحسب طبيعة التضاريس، حيث تتراوح بين 28 درجة مئوية في السهول الساحلية، وتنخفض إلى حوالي 23 درجة مئوية في المناطق الجبلية العليا.

كما تختلف نسبة الرطوبة من منطقة إلى أخرى، وتصل إلى أعلى مستوياتها في المناطق الداخلية من كليمنتان وغينيا الجديدة الغربية وسومطرة الغربية وجافا وبالي وسولاوسي. أما الهطول المطري، فيتجاوز 2,000 مم سنويًا، وتُعتبر مدينة بوكور بالقرب من جاكرتا المنطقة الأكثر عرضة للعواصف المطيرة في العالم، حيث تشهد 322 عاصفة مطرية كل عام.

خصائص المناخ الاستوائي

تتميز المناطق المدارية بموقعها المتوسط على سطح الكرة الأرضية، بين مداري السرطان والجدي، وتشمل مناطق متنوعة في أمريكا الشمالية والجنوبية، وآسيا، وأستراليا، وأفريقيا، بما في ذلك خط الاستواء. وتتسم هذه المناطق بدفء مناخها على مدار العام، حيث تتراوح متوسط درجات الحرارة بين 25 و 28 درجة مئوية.

كما أنها لا تشهد تنوعًا كبيرًا في الفصول، إذ يقتصر مناخها على موسمين رئيسيين: موسم الأمطار، الذي تختلف فيه كمية الأمطار بشكل كبير بين منطقة وأخرى، مما يؤثر على التنوع النباتي والحيواني، وموسم الجفاف الذي يسود مناطق أخرى.

وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإن المناطق المدارية ليست الأكثر حرارة على وجه الأرض، بل إن المناطق الأعلى حرارة تقع حولها. ويعود ذلك إلى أن حرارة الهواء الرطب تختلف عن حرارة الهواء الجاف؛ حيث أن أشعة الشمس على خط الاستواء تولد تيارات هوائية صاعدة تساعد على تشكل السحب وهطول الأمطار، مما يخفف من درجة الحرارة.