هل تشعر بالغرق في بحر الديون؟ هل فكّرت يوما في أن إدارة الأموال صعبة للغاية؟ يعود هذا جزئيا إلى حقيقة أننا لم نتعلم دروسا حول المال في المدرسة. قد تؤدي بنا الظروف أحيانا إلى الوقوع في أزمة مالية معقدة، فيصبح من الصعب علينا، وربما من المستحيل، إيجاد الحل للخروج من هذا المأزق.
الأسباب التي تقود إلى كثرة الديون والأزمات المالية متعددة ومتنوعة، ولعل أكثرها شيوعا تغير الوضع المهني، مثل التعرض للطرد من الوظيفة، أو الدخول في عطلة مرضية مطوّلة، أو العودة لمقاعد الدراسة الجامعية.
حيث أن الاستثمارات الخاطئة تقود في النهاية إلى الفشل المالي. فعلى سبيل المثال، قد يستثمر بعض أشخاص كل مدخراتهم في شراء منزل يكون في حالة غير صالحة للسكن، ثم لا يجدون المال لإجراء التحسينات اللازمة على المبنى.
بعض الأسباب التي يجب تجنبها لينجح مشروعك ولا تقع في الديون:
لا تلتزم بالضروريات :
انفق النقود فقط على ما هو ضروري جدا لتسيير العمل . اوجد البدائل الأقل تكلفة لتنفيذ أهدافك الأساسية ولا ترفع مصروفاتك الا إذ ارتفعت العائدات للمشروع.
إذا استطعت ان تتخطى مرحلة البداية بمواصلة البحث في الإجراءات المقيدة للصرف، يمكنك أن تحرر قليلا سياستك المالية لتنفق أكثر على الدعاية والتسويق ليزداد دخلك.
لا تتبع التدرج في نمو مشروعك :
أسوأ من الفشل في تحقيق النجاح هو أن ينقصك الرؤية بالإضافة إلى الإعداد السيئ للعمل. إذا كان تصميم مشروعك لا يمكنك من التدرج فإنك ستفاجئ بمصروفات كبيرة لا يتحملها مشروعك وتكثر الديون مما يعوق التقدم ويتجه بك نحو الفشل وأنت تحاول إعادة تصميم المشروع ليصبح صالحا للتوسع.
محاولة عمل الكثير بسرعه في وقت واحد:
إذا سعدت بزيادة عائداتك وحاولت أن تبدأ أكثر من مشروع في وقت واحد فإن رأس مالك المحدود سيعيق الوقت والميزانية لكل مشروع مما سيضطرك للاقتراض . إن عملك يحتاج للانتباه ويغذى بما لديك من مال حتى يحقق مشروعك النجاح كبير الذى تتمناه . إذا أردت بدأ أكثر من مشروع في وقت واحد سينتهى بك الأمر بعدة مشروعات فاشله تعجز عن تحقيق أي عائدات وبدلا من ذلك تكلفك النقود و تحمل مشروعك الأساسي ديونا أنت في غنى عنها.
الفشل في التفويض :
تذكر دائما أنك رجل الأفكار و الإدارة العليا لمشروعك, فلا تقضى وقتك في تأدية المهام التي يمكن ان يقوم بها موظف بمرتب غير مؤثر . إذا أردت أن تقوم بالإدارة وتبقى المراقبة الدقيقة لجوانب مشروعك جميعها في يدك ستفقد الكثير من المال الذى كان يمكن أن تجنيه من صفقات لم تتابعها لانشغالك , كما ستقود نفسك للجنون وتدفع مشروعك للانهيار.
الشراء بكميات ضخمة :
إذا بدأت مشروع صغير ستتحمل مصروفات كثيرة فى المرحلة الأولى عند البداية وستحتاج كل الأموال التى لديك. إذا لم تتحكم فى مصروفاتك لن تكون مستعدا لمواجهة العواصف التى قد تهب فجأة. لا تطمع و تشترى كميات كبيره من البضائع. فإذا إشتريتها نقدا فتفقد مالك و تعجز عن تغطيه مصاريف التشغيل مما يدفعك للإقتراض. أما إذا إشتريتها بالأجل فقد تعجز عن سداد ثمن البضائع إذا تعذر بيعها فتشكل مديونيه كنت فى غنى عنها.
عدم فصل الفواتير الشخصية عن فواتير المشروع:
كثير من مالكى المشروعات الصغيرة يقعوا فى فخ دمج مصروفات المشروع مع مصروفاتهم الشخصية . حاول أن تفصل الفواتير حتى لا تزيد الإلتزامات المطلوب تغطيتها ماليا من مشروعك فتتراكم ديونك ويسقط تحت ثقلها مشروعك.
أن تتأخر فى دفع الفواتير المطلوبة منك :
كلما أمكن واجه مصروفاتك بما تملكه من مال . تراكم الفواتير وتأجيل دفعها معناها تراكم الديون عليك . تسديد الفواتير فى وقتها قبل أى شيئ يحميك من الفوائد وتراكم الديون التى قد تعجز عن سدادها مما يغرق مشروعك فى الديون و بدلا من النمو يفشل المشروع .
الفشل فى تحصيل ما لديك عند الآخرين :
إنك تحاول أن تكون الشخص اللطيف الذى لا يزعج عملائه بالمطالبات الماليه و يلح فى طلب الأموال التى لديك عند الآخرين . إستخدم كل الوسائل الشخصية والقانونية لتحصل على نقودك. إن التأخير فى التحصيل يؤخرك عن سداد ما عليك من إلتزامات ماليه للغير و بذلك تتراكم الديون عليك و يدفع مشروعك الثمن .
كيفية التصرف عند الغرق في الديون:
دمج الديون:
يكون هذا الخيار متاحا عندما لا يكون ملف الديون متضخما، حيث يمكن للبنك تجميع مختلف ديون العميل في دين واحد، والاتفاق معه على تسديدها في شكل قرض مع نسبة فائدة منخفضة. وهذا الحل مثالي عندما تكون الديون متفرقة وحجمها ليس مرتفعا.
إعادة جدولة الديون:
يعتبر هذا الخيار الأنسب عندما يكون حجم الديون مرتفعا ويصعب تسديدها في المواعيد المتفق عليها، ويكون الشخص حريصا على عدم خسارة الممتلكات التي اشتراها عن طريق الدين، سواء كانت منزلاً أو سيارة.
وفي هذه الحالة، يمكن للمحامي المتخصص في قضايا الإفلاس التوصل إلى تسوية مع الدائنين، قد تستمر مدتها من عام إلى خمسة أعوام.
الدفع الطوعي:
ويمكن أن يتم اقتطاع المبلغ مباشرة من مرتبك، ولكن إذا كان حجم الديون مرتفعا، فيمكن أن يخسر الشخص منزله أو سيارته.
الإفلاس الشخصي:
وعند اتخاذ هذه الإجراءات القضائية يجب الاستعانة بمتصرف قضائي، تدفع له مبالغ مالية شهرية لمدة تتراوح بين 9 و21 شهرا، بحسب حجم مداخيلك.
كما يتم رسميا حجز منزلك أو سيارتك، وتصبح تحت إشراف المتصرف القضائي، ولا يبقى بحوزتك إلا بعض الممتلكات الشخصية الضرورية مثل الأثاث والملابس وأدوات العمل.
نصائح لتجنب العودة إلى هذه المشكلة مرة أخرى:
– ضبط الميزانية بشكل دقيق، واحترام النظام الذي تم وضعه.
– عدم استخدام البطاقة الائتمانية إلا في الحالات القصوى.
– تجنب الإقبال على العروض التجارية المغرية وعروض البيع مع الدفع المؤجل.
– اعتماد دفتر صغير لتدوين المصاريف حتى لو كانت بسيطة.
– التعود على ترك البطاقة البنكية في المنزل عند الخروج.