أماكن غير مشهورة لكنها تخطف الأنفاس في العالم العربي

في العالم العربي، كثيراً ما تتجه الأنظار إلى المدن الكبرى والمواقع السياحية الشهيرة مثل الأهرامات في مصر، أو برج خليفة في الإمارات، أو البتراء في الأردن. إلا أن هذا الجزء الغني من العالم يزخر بكنوز طبيعية وثقافية قلّما يعرفها الناس، أماكن لا تقل روعة وجمالاً عن تلك المشهورة، لكنها ما زالت تقبع في الظلال، بانتظار من يكتشفها. في هذا المقال، سنأخذك في رحلة إلى مجموعة من المواقع غير المشهورة في العالم العربي، والتي تخطف الأنفاس بسحرها وتنوعها.

1. واحة سيوة – مصر

بعيداً عن ضوضاء المدن المصرية الكبرى، تقع واحة سيوة في قلب الصحراء الغربية، بالقرب من الحدود الليبية. هذه الواحة الساحرة تقدم تجربة فريدة للزوار، بمزيج من التاريخ والثقافة والطبيعة. تنتشر في سيوة عيون المياه الطبيعية، وتحيط بها الكثبان الرملية الذهبية، وتتميز بمياهها المالحة الصافية التي تعكس السماء كالمرآة.

كما أنها تحتضن معالم أثرية مثل معبد الوحي الذي زاره الإسكندر الأكبر. العزلة التي تعيشها سيوة جعلتها تحتفظ بهويتها الثقافية الفريدة، فاللغة الأمازيغية لا تزال تُستخدم هناك، والعادات التقليدية ما زالت حية.

2. جزيرة جربة – تونس

رغم أنها معروفة محليًا، إلا أن جزيرة جربة لم تأخذ حقها من الشهرة العالمية. تقع هذه الجزيرة في الجنوب الشرقي لتونس وتتميز بجوها المعتدل على مدار العام، وشواطئها الرملية الناعمة، والأسواق التقليدية التي تعبق برائحة التوابل. لكن ما يجعل جربة مميزة حقاً هو التعايش الثقافي والديني فيها، حيث تعيش الجالية اليهودية إلى جانب المسلمين منذ قرون، وتُعد كنيس الغريبة من أقدم المعابد اليهودية في العالم.

3. وادي رم – الأردن (خارج المسار التقليدي)

قد يكون وادي رم معروفاً إلى حدٍ ما، خاصة بعد ظهوره في أفلام مثل “المريخي”، لكن الزوار غالباً ما يقتصرون على مسارات محددة. إلا أن عمق الوادي يخفي أسراراً مذهلة من التكوينات الصخرية، واللوحات النبطية القديمة، والمخيمات البدوية التقليدية التي توفر تجارب أصيلة. إذا خرجت قليلاً عن الطرق السياحية المعتادة، ستجد نفسك في عالم من السكون والدهشة لا يشبه أي مكان آخر.

4. جبل القهر – السعودية

في جنوب غرب السعودية، وتحديداً في منطقة جازان، يقع جبل القهر، أحد الجبال الغامضة التي لم تحظ بالاهتمام الكافي. يتميز الجبل بتضاريسه الغريبة التي تجمع بين الكهوف والوديان العميقة، وهو مكان مثالي لعشاق التخييم والاستكشاف. يحمل الجبل كذلك قيمة ثقافية وتاريخية حيث تسكنه قبائل ذات تقاليد عريقة.

5. جبال أطلس – المغرب (المسارات غير التقليدية)

رغم أن جبال الأطلس مشهورة نوعاً ما، إلا أن كثيراً من مناطقها ما زالت مجهولة للزوار، خاصة في الأطلس الكبير والأطلس الصغير. هناك ستجد قرى بربرية تقليدية، ومسارات مشي مذهلة تمر عبر غابات الأرز والوديان المنحدرة، وشلالات مخفية بين الصخور. الرحلة هناك لا تمنحك فقط مناظر طبيعية ساحرة، بل أيضاً فرصة للاندماج مع ثقافة محلية عميقة الجذور.

6. شط الجريد – تونس

شط الجريد هو بحيرة ملحية ضخمة تقع في جنوب غرب تونس، وتعد من أغرب وأجمل المناظر الطبيعية في شمال أفريقيا. حين تتبخر المياه، تُغطي الأرض طبقة بيضاء ناصعة كالثلج، تعكس السماء وتخلق وهمًا بصريًا ساحرًا. يُقال إن هذا المكان ألهم مشاهد من أفلام الخيال العلمي، ولا عجب في ذلك؛ فالشعور بالوقوف هناك يشبه التواجد على سطح كوكب آخر.

7. قرية مسفاة العبريين – سلطنة عُمان

تختبئ هذه القرية بين جبال الحجر وتُعد واحدة من أقدم القرى العُمانية التي لا تزال مأهولة. مبانيها مبنية من الطين والحجارة وتتناغم بانسجام مذهل مع الطبيعة الجبلية المحيطة. القرية محاطة بأفلاج – أنظمة ريّ تقليدية – وبساتين النخيل، وتوفر مسارات مشي خلابة تُشعرك وكأنك عدت بالزمن مئات السنين.

8. وادي بني خالد – سلطنة عمان

مكان آخر في عمان يستحق الذكر هو وادي بني خالد، وهو وادٍ دائم الجريان، تحيط به الكهوف والجبال، وتتخلله برك مياه فيروزية تُغري بالسباحة. بعكس العديد من الأودية الموسمية، يظل وادي بني خالد نابضًا بالحياة طوال العام، وهو ما يجعله وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والهدوء.

9. مدينة تيمقاد – الجزائر

من المواقع الأثرية غير المعروفة على نطاق واسع رغم روعتها، تبرز مدينة تيمقاد الرومانية، الواقعة في شرق الجزائر. تُعرف بـ”بومبيي أفريقيا”، وهي مدينة رومانية محفوظة بشكل مذهل، بشوارعها المرسومة بدقة، ومكتبتها العامة، ومسرحها الضخم. السير في تيمقاد هو أشبه برحلة في الزمن إلى عهد الإمبراطورية الرومانية.

10. واحة غدامس – ليبيا

غدامس، المسماة بـ”لؤلؤة الصحراء”، هي واحدة من أقدم الواحات المأهولة في الصحراء الكبرى. المدينة القديمة مبنية بأسلوب معماري فريد، بشوارعها المسقوفة وسقوفها التي تتيح مرور الضوء وتمنع الحرارة. ورغم الظروف الأمنية التي أثرت على السياحة في ليبيا، تبقى غدامس رمزاً للتراث العربي والإسلامي في قلب الصحراء.

إن الجمال في العالم العربي لا يقتصر على ما تروّجه وكالات السفر أو ما يملأ صفحات الإنستغرام. هناك أماكن نائية، غير مشهورة، لكنها تخطف الأنفاس بطبيعتها وثقافتها وفرادتها. قد تكون هذه الأماكن بعيدة عن الأضواء، لكنها قادرة على أن تترك أثراً لا يُنسى في قلب كل من يزورها. لذا، في المرة القادمة التي تخطط فيها لرحلة، فكر في تجاوز المسارات المعتادة، وانطلق نحو هذه الجواهر الخفية التي تنتظر من يكتشفها.

بهذا، لا يعود السفر فقط وسيلة للاسترخاء، بل يصبح مغامرة حقيقية لاكتشاف الجمال المتواري خلف الستار، والجواهر المنسية التي تروي قصص حضاراتنا بطرق لم نكن نتخيلها.


اكتشاف المزيد من عالم المعلومات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ما رأيك بهذه المقالة؟ كن أول من يعلق

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على موقعنا. تساعدنا هذه الملفات على تذكر إعداداتك وتقديم محتوى مخصص لك. يمكنك التحكم في ملفات تعريف الارتباط من خلال إعدادات المتصفح. لمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية لدينا.
قبول
سياسة الخصوصية