تتجلى في صفحات القرآن الكريم أنوار الهداية والرحمة، وتتألق قصص الأنبياء والمرسلين كمنارات تضيء لنا دروب الحياة. ومن بين هذه القصص العظيمة، تبرز أدعية الأنبياء كنماذج فريدة للتضرع إلى الله والتواصل معه، تحمل في طياتها دروسًا عظيمة في الإيمان والتوكل والصبر واليقين بالإجابة.
إنها ليست مجرد كلمات، بل هي تعبير صادق عن حاجات النفس البشرية في أحلك الظروف وأشد الأوقات، وهي دليل على قوة الصلة بين العبد وربه. في هذا المقال، نتأمل سويًا أدعية الأنبياء المستجابة التي وردت في القرآن الكريم، نستلهم منها العبر، ونتعلم كيف نتأسى بهؤلاء القادة العظام في تضرعنا إلى الله عز وجل.
أدعية الأنبياء في القرآن الكريم
دعاء خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم:
لقد كان لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو خير الأنام وأشرف الخلق، أدعية مباركة وردت في القرآن الكريم، تحمل في طياتها معاني عظيمة وتوجيهات ربانية:
- (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا): هذا الدعاء يعكس حزن النبي صلى الله عليه وسلم وأسفه على هجران قومه للقرآن الكريم، وهو تذكير لنا بأهمية تدبر كتاب الله والعمل به.
- (وَقُل رَبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدقٍ وَاجعَل لي مِن لَدُنكَ سُلطانًا نَصيرًا): هذا الدعاء المبارك يطلب من الله تعالى التوفيق في كل دخول وخروج، وأن يمنحه قوة ونصرًا من عنده، وهو دعاء عظيم بالتوفيق في كل الأمور.
- (وَقُلِ الحَمدُ لِلَّـهِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ وَلَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرهُ تَكبيرًا): هذا الدعاء هو إعلان عن وحدانية الله المطلقة ونفي كل نقص عنه، وتأكيد على عظمته وكبريائه، وهو دعاء بالتسبيح والتحميد لله عز وجل.
- (وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ): هذا الدعاء الجامع يطلب من الله تعالى المغفرة والرحمة، مع التأكيد على أنه سبحانه وتعالى أرحم الراحمين، وهو دعاء عظيم بالاستغفار والتوبة.
- (رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ): هذا الدعاء يعبر عن التبرؤ من الظالمين والخوف من الوقوع في صفوفهم، وهو دعاء بالنجاة من الظلم وأهله.
- (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ): هذا الدعاء العظيم هو استعاذة بالله تعالى من وسوسة الشياطين وحضورهم، وهو سلاح المؤمن القوي ضد كيد الشيطان.
- (وَقُل رَّبِّ زِدني عِلمًا): هذا الدعاء المبارك يطلب من الله تعالى الزيادة في العلم النافع، وهو دليل على أهمية العلم في الإسلام وضرورة السعي لطلبه.
- (قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ): هذا الدعاء هو اعتراف بقدرة الله على خلق السماوات والأرض وعلمه بكل ما هو غائب وحاضر، وتفويض الأمر إليه في الحكم بين العباد.
- (قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ): هذا الدعاء العظيم هو اعتراف بسيادة الله المطلقة وملكه لكل شيء، وقدرته على التصرف في الكون كيف يشاء، وهو دعاء بالتوكل على الله في كل الأمور.
دعاء نبي الله عيسى عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام إلى الله بدعاءين عظيمين ورد ذكرهما في القرآن الكريم:
- دعاء إنزال المائدة من السماء: قال الله تعالى: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ): هذا الدعاء يعكس طلب نبي الله عيسى لآية حسية من الله تعالى تدل على قدرته ورحمته، وأن تكون عيدًا وذكرى لقومه، وهو دعاء بالرزق والبركة.
- دعاء المغفرة لقومه: قال الله تعالى: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ): هذا الدعاء يظهر مدى شفقة نبي الله عيسى على قومه حتى في حال استحقاقهم للعذاب، وتفويضه الأمر لله تعالى في المغفرة والعذاب، مع الإقرار بعزته وحكمته.
دعاء أبي البشرية آدم عليه السلام:
لقد ألهم الله تعالى آدم عليه السلام وزوجه دعاء التوبة والرجوع إليه بعد الوقوع في الخطيئة:
- دعاء التوبة: قال تعالى: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ): هذا الدعاء الصادق يعترف بالذنب والتقصير، ويطلب المغفرة والرحمة من الله تعالى، وهو نموذج عظيم للتوبة والاستغفار.
أدعية كليم الله موسى عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله موسى عليه السلام إلى الله تعالى بالكثير من الأدعية التي تحمل في طياتها حاجات النفس البشرية في مواجهة التحديات والصعاب:
- (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ): هذا الدعاء يطلب من الله تعالى الخير في الدنيا والآخرة، مع الإقرار بالهداية إليه والتوبة والرجوع إليه.
- (رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ): هذا الدعاء يعكس تضرع نبي الله موسى على فرعون وقومه بسبب إضلالهم للناس عن سبيل الله، وهو دعاء بالهلاك على الظالمين.
- (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا): هذا الدعاء العظيم يطلب من الله تعالى شرح الصدر وتيسير الأمر وحل عقدة اللسان ليكون الكلام فصيحًا ومفهومًا، وأن يجعل له وزيرًا ومعينًا من أهله، وهو دعاء بالتوفيق في تبليغ الرسالة.
- (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ): هذا الدعاء يعترف بالذنب ويطلب المغفرة من الله تعالى، مع الإقرار بأنه سبحانه وتعالى الغفور الرحيم.
- (رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ): هذا الدعاء يطلب من الله تعالى النجاة من القوم الظالمين وأفعالهم.
- (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ): هذا الدعاء يعبر عن حاجة نبي الله موسى إلى فضل الله وكرمه ورزقه.
- (وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ): هذا الدعاء هو استعاذة بالله تعالى من كل متكبر لا يؤمن بيوم القيامة.
دعاء صاحب الحوت يونس عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله يونس عليه السلام إلى الله تعالى وهو في بطن الحوت بدعاء عظيم:
- دعاء الكرب: قال تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ): هذا الدعاء العظيم هو اعتراف بوحدانية الله وتسبيحه وتنزيهه عن كل نقص، واعتراف بالذنب والظلم للنفس، وقد استجاب الله تعالى له ونجاه من كربه.
أدعية نبي الله نوح عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله نوح عليه السلام إلى الله تعالى بأكثر من دعاء في مواجهة قومه المكذبين:
- (رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ): هذا الدعاء يعبر عن التبرؤ من الجهل والطلب من الله تعالى المغفرة والرحمة.
- (رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا): هذا الدعاء هو دعاء على الكافرين بالهلاك بسبب إصرارهم على الكفر والعناد.
- (رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا): هذا الدعاء الجامع يطلب المغفرة لنفسه ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات، والدعاء على الظالمين بالهلاك والدمار.
- (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ): هذا الدعاء يعبر عن ضعف نبي الله نوح أمام قومه وطلبه النصر من الله تعالى.
- (وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ): هذا الدعاء يطلب من الله تعالى إنزاله في منزل مبارك وحفظه ورعايته.
دعاء نبي الله شعيب عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله شعيب عليه السلام إلى الله تعالى في مواجهة قومه المكذبين:
- (عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ): هذا الدعاء يعبر عن التوكل على الله تعالى وطلب الحكم الحق منه بينه وبين قومه، مع الإقرار بأنه سبحانه وتعالى خير الحاكمين.
أدعية خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله إبراهيم عليه السلام إلى الله تعالى بالعديد من الأدعية المباركة التي تحمل في طياتها حاجات عظيمة:
- (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ): هذا الدعاء يطلب من الله تعالى الثبات على الصلاة والحرص عليها وعلى ذريته، وطلب قبول الدعاء.
- (رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ): هذا الدعاء يطلب من الله تعالى الأمن لبلده وحمايته وذريته من عبادة الأصنام.
- (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ): هذا الدعاء الجامع يطلب الحكمة واللحاق بالصالحين والذكر الحسن في الآخرين والجنة والمغفرة للأب والنجاة من الخزي يوم القيامة والفوز بالقلب السليم.
- (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ): هذا الدعاء يطلب من الله تعالى الذرية الصالحة.
- (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ): هذا الدعاء يطلب من الله تعالى الثبات على الإسلام وذرية مسلمة وتعليم المناسك والتوبة والرحمة.
دعاء نبي الله داوود عليه السلام:
لم يُذكر دعاء خاص لسيدنا داوود عليه السلام في القرآن الكريم بصريح العبارة، إلا أن القرآن أشار إلى استغفاره وتوبته وإنابته إلى الله تعالى. وقد ورد دعاء في سياق قصته مع طالوت وجالوت، حيث قال جنود طالوت ومن بينهم داوود عليه السلام:
- (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ): هذا الدعاء يعبر عن طلب الصبر والثبات والنصر من الله تعالى في مواجهة الأعداء.
دعاء نبي الله سليمان عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله سليمان عليه السلام إلى الله تعالى بدعاء عظيم بعد أن آتاه الله الملك العظيم:
- (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ): هذا الدعاء يطلب من الله تعالى المغفرة والملك العظيم الذي لا يكون لأحد من بعده، وقد استجاب الله تعالى له وآتاه ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده.
دعاء نبي الله زكريا عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله زكريا عليه السلام إلى الله تعالى بالذرية الصالحة في شيخوخته:
- (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ): هذا الدعاء يعبر عن طلب الذرية الطيبة من الله تعالى مع الإقرار بأنه سميع الدعاء ومجيبه.
- (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ): هذا الدعاء يعبر عن الخوف من الوحدة وطلب الولد من الله تعالى مع الإقرار بأنه خير الوارثين.
دعاء نبي الله أيوب عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله أيوب عليه السلام إلى الله تعالى بعد طول ابتلاء ومرض:
- (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ): هذا الدعاء الموجز يعبر عن شدة البلاء والضر الذي أصاب نبي الله أيوب، مع التوسل إلى الله تعالى برحمته التي وسعت كل شيء، وقد استجاب الله تعالى له وكشف ضره.
دعاء نبي الله هود عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله هود عليه السلام إلى الله تعالى في مواجهة قومه المكذبين:
- (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ): هذا الدعاء يعبر عن التوكل الكامل على الله تعالى والإقرار بسيادته على كل شيء، والتأكيد على أن الله تعالى على طريق مستقيم وعدل.
أدعية نبي الله لوط عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله لوط عليه السلام إلى الله تعالى بأكثر من دعاء في مواجهة قومه الفاسدين:
- (رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ): هذا الدعاء يطلب من الله تعالى النجاة له ولأهله من أعمال قومه السيئة.
- (رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ): هذا الدعاء يطلب من الله تعالى النصر على القوم المفسدين الذين ينشرون الفساد في الأرض.
دعاء نبي الله يوسف عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله يوسف عليه السلام إلى الله تعالى بعد أن آتاه الله الملك وعلمه تأويل الأحاديث:
- (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ): هذا الدعاء يعبر عن الشكر لله تعالى على نعمة الملك والعلم، والاعتراف بولايته في الدنيا والآخرة، وطلب الوفاة على الإسلام واللحاق بالصالحين.
دعاء نبي الله يعقوب عليه السلام:
لقد تضرع نبي الله يعقوب عليه السلام إلى الله تعالى في حزنه على فراق ابنه يوسف:
- (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ): هذا الدعاء يعبر عن شكوى الحزن والهم إلى الله تعالى وحده، مع الإقرار بعلمه بما لا يعلمه الآخرون، وهو دليل على قوة الإيمان والتوكل على الله في أصعب الظروف.
ختامًا
إن أدعية الأنبياء في القرآن الكريم هي كنوز من نور وهداية، تحمل في طياتها أصدق التعابير عن الصلة بالله تعالى في مختلف الأحوال والظروف. إنها دعوات مستجابة تعلمنا كيف نتضرع إلى الله بقلوب خاشعة ونفوس صادقة، وكيف نتوكل عليه ونسأله حاجاتنا ونتوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى. فلنتأمل هذه الأدعية العظيمة، ولنجعلها نبراسًا لنا في حياتنا، مستلهمين منها العبر والدروس، ومتأسين بهؤلاء القادة العظام في طريقنا إلى الله عز وجل.
اكتشاف المزيد من عالم المعلومات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.