بات الاعتماد على التكنولوجيا في الدراسة أمرًا شائعًا، ولكن الاستخدام الخاطئ لها قد يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي. سنستكشف في هذا المقال أبرز التحديات التي تواجه الطلاب بسبب سوء استخدام التكنولوجيا وكيف يمكن التغلب عليها.
على الرغم من الراحة والرفاهية التي توفرها التكنولوجيا إلا أنها مثل أي شيء في الحياة من الممكن إساءة استخدامها بطرق سلبية مثلما يحدث في الامتحانات الدراسية وما تحتويه من غش أو تسريب لتلك الامتحانات.
ومع أنه يمكن أن تساعد التكنولوجيا الطلاب من خلال جعل التعلم أكثر تفاعلًا وتعاونًا. بدلاً من حفظ الحقائق ، يتعلم الطلاب بالممارسة ومن خلال التفكير النقدي. يمكن أن يكون هذا بسيطًا مثل إجراء اختبار تفاعلي في الفصل أو المشاركة في مناقشات جماعية تدعم التكنولوجيا.
لكن أثبتت الأبحاث ذات الصلة أن التكنولوجيا يمكن أن تغير التعليم سلبًا من خلال أربعة مسارات: تدهور كفاءات الطلاب في القراءة والكتابة وتجريد البيئات التعليمية من إنسانيتها وتشويه التفاعلات الاجتماعية بين المعلمين والطلاب وعزل الأفراد عند استخدام التكنولوجيا.
سلبيات استخدام التكنولوجيا في التعليم:
- تقديم معلومات مضلّلة:
العديد من المواقع الإلكترونيّة تزود الأشخاص بمعلومات خاطئة تمّ نسخها ولصقها من مواقع ومراجع أخرى لم يتمّ التأكّد من مدى دقتها، وبالتالي يتم تضليلهم بهذه المعلومات، وهذا يرجع إلى أنّ أصحاب المواقع الإلكترونية يحرصون على حصول مواقعهم على الترتيب الأعلى ضمن قائمة تصنيفات مواقع الإنترنت بدلاً من التركيز على المحتوى الذي يتم نشره.
- تقليص دور المعلم:
ساهم الإنترنت في تقليل دور المعلمين؛ فأصبح الطلاب يعتمدون على شبكة الإنترنت من أجل الحصول على معلومة ما بدلاً من سؤال المعلم عنها، كما أنّ التطور السريع والمتواصل لتقنيات التكنولوجيا شكّل عائقاً كبيراً أمام المعلم الذي لا يمتلك تلك التقنيات، ممّا شكّل عائقاً إضافياً أمام المدارس التي أصبح لزاماً عليها استقطاب خبراء التوعية التقنّية من أجل تدريب المعلمين على استخدام هذه التقنيات والمهارات، وهذا بدوره أدى إلى زيادة النفقات.
- ضعف في المهارات الأساسية:
استخدام الهواتف الذكيّة وأجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحيّة بدلاً من الورقة والقلم أدى إلى تدنّي مستويات الطلاب في المهارات الأساسية في التعليم كالكتابة الجيدة؛ حيث إنّ العثور على شخص يتقن الكتابة بخط جيد أصبح شبيهاً بالحصول على إبرةٍ في كومة قش، ويذكر الخبراء إلى أنّ استخدام التكنولوجيا بدلاً من الكتابة اليدوية يُبطئ عملية التفكير، فعدم حصول الخلايا العصبية على أوامر يجعلها غير فعّالة وكأنها تغط في سباتٍ عميق.
- النفقات الهائلة:
استخدام التكنولوجيا في التعليم كبديل عن الورقة والقلم يتطلب إنفاق مبالغ ضخمة من قِبل المدارس والكليات التّعليميّة من أجل شراء وتوفير الموارد الضرورية كأجهزة الحاسوب وغيرها، وإنفاق آلاف الدولارات من أجل تحديث البرامج القديمة التي لا تتوافق مع التكنولوجيا الحالية.
- تأثير التكنولوجيا على الصحة:
يؤثر استخدام التكنولوجيا بشكل غير منتظم على الصحة الاجتماعية والعقلية والبدنية؛ فاستخدام الأجهزة الرقميّة يسبب الإجهاد للعين وفقاً لما ذكره مجلس الرؤية: “العديد من الأفراد يعانون من عدم الراحة في العين بعد استخدام الشاشة لأكثر من ساعتين في المرّة الواحدة”، كما أنّها تؤثر على الرأس والرقبة، وتساهم في خفض مستوى النشاط البدني وما يصاحب ذلك من كسل.